ابن عباس قال لا والله ما للأنصار من مترك لقد نصروا وآووا وذكر من فضلهم وقال إن هذا لشاعر رسول الله صلى الله عليه وسلم والمنافح عنه فلم يزل عبد الله يراجعه بكلام جوامع يسد عليه كل حجة فلم يجد بدا من أن قضى حاجتنا قال فخرجنا وقد قضى الله عز وجل حاجتنا بكلامه فمررت في المسجد بالنفر الذين كان معه فلم يبلغوا ما بلغ فقلت حيث يسمعون إنه كان أولاكم بها قالوا أجل فقلت لعبد الله إنها والله صبابة النبوة ووراثة أحمد صلى الله عليه وسلم كان أحقكم بها قال حسان فقلت وأنا أشير إلى عبد الله إذا قال لم يترك مقالا لقائل * بملتقطات لا ترى بينها فصلا كفى وشفى ما في الصدور فلم يدع * لذي إربة في القول جدا ولا هزلا سموت إلى العليا بغير مشقة * فنلت ذراها لاذنيئا ولا وغلا وحدثني خالد بن القاسم البياضي عن شعبة قال سمعت ابن عباس يقول ولدت قبل الهجرة بثلاث سنين ونحن في الشعب وتوفى رسول الله صلى الله عليه وسلم وأنا ابن ثلاث عشرة سنة وتوفى ابن عباس سنة 68 وهو ابن إحدى وسبعين سنة.
قال ابن عمر وحدثني محمد بن عقبة ومحمد بن رفاعة بن ثعلبة بن أبي مالك عن شعبة مولى ابن عباس قال مات عبد الله بن عباس بالطائف سنة 68 وهو ابن اثنتين وسبعين سنة. وقال ابن عمر حدثني إسحاق بن يحيى قال حدثنا أبو سلمة الحضرمي قال رأيت قبر ابن عباس وابن الحنفية قائم عليه فأمر به أن يسطح وقال علي بن محمد عن حفص بن ميمون عن أبيه قال توفى عبد الله بن عباس بالطائف فجاء طائر أبيض قدخل بين النعش والسرير فلما وضع في قبره سمعنا تاليا يتلو " يا أيتها النفس المطمئنة ارجعي إلى ربك راضية مرضية " وذكر بعضهم عن علي بن محمد أنه قال توفى عبد الله بن عباس وهو ابن أربع وسبعين سنة (ذكر من توفى أو قتل منهم سنة 74) منهم أبو سعيد الخدري واسمه سعد بن مالك بن سنان بن ثعلبة بن عبيد بن الأيجر واسمه خدرة بن عوف بن حارث بن الخزرج وقد زعم بعضهم أن خدرة