(قال وممن هلك سنة 14 من الهجرة) نوفل بن الحارث بن عبد المطلب بن هاشم بن عبد مناف وكان يكنى أبا الحارث بابنه الحارث وكان نوفل فيما قيل أسن من أسلم من بني هاشم وكان أسن من عميه حمزة والعباس وأسن من إخوته ربيعة وأبى سفيان وعبد شمس بنى الحارث وأسر نوفل بن الحارث ببدر * قال ابن سعد أخبرنا علي بن عيسى النوفلي عن أبيه عن عمه إسحاق بن عبد الله بن الحارث عن عبد الله بن الحارث بن نوفل قال لما أسر نوفل ابن الحارث ببدر قال له رسول الله صلى الله عليه وسلم افد نفسك يا نوفل قال مالي شئ أفدى به يا رسول الله قال افد نفسك برماحك التي بجدة قال أشهد أنك رسول الله وفدى نفسه بها وكانت ألف رمح وآخى رسول الله صلى الله عليه وسلم بين نوفل والعباس ابن عبد المطلب وكانا قبل ذلك شريكين في الجاهلية متفاوضين في المال متحابين وشهد نوفل مع رسول الله صلى الله عليه وسلم فتح مكة وحنينا والطائف وثبت يوم حنين مع رسول الله صلى الله عليه وسلم وأعان رسول الله صلى الله عليه وسلم في غزوة حنين بثلاثة آلاف رمح فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم كأني أنظر إلى رماحك يا أبا الحارث تقصف أصلاب المشركين وتوفى نوفل بن الحارث بعد أن استخلف عمر بن الخطاب بسنة وثلاثة أشهر فصلى عليه عمر ثم مشى معه إلى البقيع حتى دفن هناك وأبو سفيان بن الحارث بن عبد المطلب بن هاشم كان أخا رسول الله صلى الله عليه وسلم من الرضاعة أرضعته حليمة أياما وكان يألف رسول الله صلى الله عليه وسلم فلما بعث رسول الله صلى الله عليه وسلم عاداه وهجاه وهجا أصحابه فمكث عشرين سنة مناصبا لرسول الله لا يتخلف عن موضع تسير فيه قريش لقتال رسول الله صلى الله عليه وسلم فلما ذكر شخوص رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى مكة عام الفتح ألقى الله عز وجل في قلبه الاسلام فتلقى رسول الله صلى الله عليه وسلم تلقيه قبل نزوله الاواء فأسلم هو وابنه جعفر وخرج مع رسول الله صلى الله عليه وسلم فشهد فتح مكة وحنينا قال أبو سفيان فلما لقينا العدو بحنين اقتحمت عن فرسى وبيدي السيف صلتا والله يعلم أنى أريد الموت دونه وهو ينظر إليه
(١٠)