يا أبا محمد حتى متى وإلى متى قد سبقت في المواطن كلها وفاتك خير كثير وبقى خير كثير فأت رسول الله فأسلم تسلم ورسول الله أبر الناس وأحلم الناس وأوصل الناس شرفه شرفك وعزه عزك قال قلت فأنا أخرج معك فآتيه فخرجت معه حتى أتيت رسول الله صلى الله عليه وسلم بالبطحاء وعنده أبو بكر وعمر فوقفت على رأسه وسألت أبا ذر كيف يقال إذا سلم عليه قال قل السلام عليك أيها النبي ورحمة الله فقلتها فقال وعليك السلام أحويطب قال قلت أشهد أن لا إله إلا الله وأنك رسول الله فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم الحمد لله الذي هداك قال وسر رسول الله صلى الله عليه وسلم بإسلامي واستقرضني مالا فأقرضته أربعين ألف درهم وشهدت معه حنينا والطائف وأعطاني من غنائم حنين مائة بعير (قال أبو جعفر) ثم قدم حويطب بعد ذلك المدينة فنزلها وله بها دار بالبلاط عند أصحاب المصاحف قال ابن عمر حدثني عبد الرحمن بن أبي الزناد عن أبيه قال باع حويطب بن عبد العزى داره بمكة من معاوية بأربعين ألف دينار وقيل له يا أبا محمد أربعين ألف دينار قال وما أربعون ألف دينار لرجل عنده خمسة من العيال قال عبد الرحمن بن أبي الزناد وهو والله يومئذ يوفر عليه القوت في كل شهر ومات حويطب بن عبد العزى بالمدينة سنة 54 في خلافة معاوية وكان له يوم مات مائة وعشرين سنة. ومنهم الأرقم بن أبي الأرقم بن أسد بن عبد الله ابن عمر بن مخزوم واسم أبى الأرقم عبد مناف وكان الأرقم يكنى أبا عبد الله وذكر ابن عمر أن محمد بن عمران بن هند بن عبد الله بن عثمان بن الأرقم بن أبي الأرقم المخزومي حدثه أخبرني أبي عن يحيى بن عمران بن عثمان بن الأرقم قال أخبرني جدي عثمان بن الأرقم أنه كان يقول أنا ابن سبع الاسلام أسلم أبى سابع سبعة وكان داره على الصفا وفى الدار التي كان النبي صلى الله عليه وسلم يكون فيها في أول الاسلام وفيها دعا الناس إلى الاسلام فأسلم فيها قوم كثير وشهد الأرقم بن أبي الأرقم مع رسول الله صلى الله عليه وسلم بدرا وأحدا والخندق والمشاهد كلها قال ابن عمر أخبرنا محمد بن عمران بن هند عن أبيه قال حضرت الأرقم بن أبي الأرقم الوفاة
(٢٣)