عن إبراهيم بن حماد والذي ذكر محمد بن عمر من ذلك ما حدثني به الحارث عن ابن سعد عنه قال سمعت مالك بن أنس يقول لما حج أبو جعفر المنصور دعاني فدخلت عليه فحادثته وسألني فأجبته فقال إني قد عزمت أن آمر بكتبك هذه التي قد وضعتها يعنى الموطأ فتنسخ نسخا ثم ابعث إلى كل مصر من أمصار المسلمين منها نسخة وآمرهم أن يعملوا بما فيها لا يتعدونه إلى غيره ويدعوا ما سوى ذلك من هذا العلم الحدث فإني رأيت أصل العلم رواية أهل المدينة وعلمهم قال فقلت يا أمير المؤمنين لا تفعل هذا فإن الناس قد سبقت إليهم أقاويل وسمعوا أحاديث ورووا روايات وأخذ كل قوم بما سبق إليهم وعملوا به ودانوا به من اختلاف الناس وعبرهم وإن ردهم عما قد اعتقدوه شديد فدع الناس وما هم عليه وما اختار أهل كل بلد لأنفسهم فقال لعمري لو طاوعتني على ذلك لأمرت به * وقال ابن سعد أخبرنا ابن أبي أويس قال اشتكى مالك بن أنس أياما يسيرة فسألت بعض أهلنا عما قال عند الموت قالوا تشهد ثم قال لله الامر من قبل ومن بعد وتوفى صبيحة أربع عشرة من شهر ربيع الأول من سنة 179 في خلافة هارون فصلى عليه عبد الله بن محمد بن إبراهيم بن محمد بن علي بن عبد الله بن العباس وهو ابن زينب ابنة سليمان بن علي وكان يعرف بأمه يقال له عبد الله بن زينب وكان يومئذ واليا على المدينة فصلى على مالك في موضع الجنائز ودفن بالبقيع وكان يوم مات ابن خمس وثمانين سنة: قال ابن سعد فذكرت ذلك لمصعب بن عبد الله الزبيري فقال أنا أحفظ الناس لموت مالك مات في صفر سنة 179 * وعبد الله بن المبارك ويكنى أبا عبد الرحمن وكان من طلبة العلم ورواته وكان من الفقه والأدب والعلم بأيام الناس والشعر بمكان وكان مع ذلك زاهدا سخيا وولد ابن المبارك في سنة 118 وكان من سكان خراسان ومات بهيت منصرفا من غزو الروم سنة 181 وله ثلاث وستون سنة سمعت عبد الله بن أحمد بن شبويه قال سمعت علي بن الحسن يقول سمعت ابن المبارك يقول إنا لنحكى كلام اليهود والنصارى ولا نستطيع أن نحكي كلام الجهمية سمعت عبد الله بن أحمد بن شبويه يقول
(١٤٤)