خيله أبر شهر (1) ويملك ما بين الصين إلى بحر أطرابلس أو أنطابلس ويعتزل صاحب المشرق ناحية جبال الجوف لا يريد ولا يراد ثم يغدر به رجل من أهل بيته فيقتله فيبلغ ذلك صاحب المشرق فيقبل حتى ينزل فيما بين حران والرها فالويل لحران يلقاه بها الأمرد من أبناء الرأس فتكون بينهما ملحمة عظيمة وقتلى كثيرة ثم يصبح صاحب المشرق وقد غاض (2) وقل جمعه ويخرج الأمرد حتى ينزل الشام فيغير بها أشياء كانت ويسيب أشياء ويخرج الروم إلى الأعماق فيلقاهم بها ذو الوجنتين من أولاد نزار فيقتلهم قتل عاد وينفلت طاغيتهم بطعنة وتفترق الروم فرقتين فرقة تأخذ على نهر ساوس (3) والأخرى في درب جيحان (4) وتخلع قريش صلحها وتمنع مصر خراجها وتظهر الإفرنج سلاحها ويملك أرض اليمن رجل من ولد قحطان يسمى منصور ذو أنف وخال وضفيرتين فترد خيله الرملة وأرض حران والأمرد يومئذ يسود الروم قائم غير مهان فينهض إليه بكعب وهوازن فيقتل قحطان بكل شعب وتقسم ذراريهم في البلدان ويسير حتى ينزل جبال سنير ولبنان ومنصور بأرض الرملة فيسير إليه حتى ينزل بمرج عذراء فيلتقي بها الجمعان فيفرغ عليهما الصبر ويهزم منصور فتقبل خيله ويظهر الأمرد على الأردن يمكث بذلك سبع سابوع وخمس سبع سابوع ثم يظهر رجل من ولد الحكيم المتأني فيسير بأهل مصر والأقباط فإذا نزل الجفار أصبحت الأرض منه قفراء من غير حرب بخبر يأتيه عن أرض بربر بإقبال صاحب الأندلس ببربر وأفرنجة والأشبال فيقبل صاحب الأندلس حتى يحل على نهر الأردن فيقاتله الأمرد الشاب فيقتله ثم ينزل مصر وجفار (5) فتأتيه ضجة من ورائه أن صاحب الأدهم قد ظهر بالإسكندرية واستولى على مصر فيلحق العرب يومئذ بيثرب الحجاز ويقبل صاحب الأدهم بجمعة فينزل الشام فيجلي أهلها وتصير الجزيرة قفراء وتلحق كل قبيلة بأهلها ويبعث جيشا فإذا انتهوا بين الجزيرتين نادى مناديهم ليخرج إلينا كل صريح أو دخيل كان منا في المسلمين فيغضب الموالي فيبايعون رجلا يسمى صالح بن عبد الله بن قيس بن يسار فيخرج بهم فيلقى جيش الروم المبعوث إليهم
(٤٣١)