من أرض دمشق يقال له وادي اليابس يخرج في سبعة نفر مع رجل منهم لواء معقود يعرفون في لوائه النصر يسير بين يديه على ثلاثين ميلا لا يرى ذلك العلم أحد يريده إلا انهزم يأتي دمشق فيقعد على منبرها ويدني الفقهاء والقراء ويضع السيف في التجار وأصحاب الأموال ويستصحب القراء ويستعين بهم على أمورهم لا يمتنع عليه منهم أحد إلا قتله ويجهز الجيش إلى المشرق جيشا إليها وآخر إلى المغرب وآخر إلى اليمن ويولي جيش العراق رجلا من بني حارثة يقال له قمري بن عباد أو قمر بن عباد رجل جسيم له غديرتان على مقدمته رجل من قومه قصير أصلع عريض المنكبين يقاتله من بالشام من أهل المشرق وبها يومئذ منهم جند عظيم يقاتلهم فيما بين دمشق وفي موضع يقال له البثينة (1) وأهل حمص في حرب أهل المشرق وأنصارهم كل ذلك يهزمهم السفياني ثم ينحاز من بدمشق وحمص مع السفياني ويلتقون وأهل المشرق في موضع من أرض حمص يقال له ليدين إلى جانب سلمية يقتل من الناس نيف وستون ألفا ثلاثة أرباعهم من أهل المشرق ثم تكون الدبرة عليهم وليسير ولم الجيش الذي يوجهه إلى المشرق حتى ينزل الكوفة فيكون بينهم قتال شديد يكثر فيه القتلى ثم تكون الهزيمة على أهل الكوفة فكم من دم مهراق وبطن مبقور ووليد مقتول ومال منهوب وفرج مستحل ويهرب الناس إلى مكة ويكتب السفياني إلى صاحب ذلك الجيش أن سر إلى الحجاز فيسير بعد أن يعركها عرك الأديم فينزل المدينة فيضع السيف في قريش فيقتل منهم ومن الأنصار أربعمائة رجل ويبقر البطون ويقتل الولدان ويقتل أخوين من قريش من بني هاشم ويصلبهما على باب المسجد رجل وأخته يقال لهما محمد وفاطمة ويهرب الناس منه إلى مكة فيسير بجيشه ذلك إلى مكة يريدها فينزل البيداء فيأمر الله تعالى جبريل عليه السلام فيصرخ بصوته يا بيداء بيدي بهم فيبادون من عند آخرهم ويبقى منهم رجلان يلقاهما جبريل عليه السلام فيجعل وجوههما إلى أدبارهما فلكأني أنظر إليهما يمشيان القهقري يخبران الناس ما لقوا.
قال حدثنا نعيم قال حدثنا ابن وهب عن ابن لهيعة عن عياش بن عباس عن أبي الحصين الحجري عن كعب قال ليس من أمة إلا قد فتنت بعد نبيها على رأس خمس وثلاثين سنة فإن نجوتم أن تفتنوا على رأس خمس وثلاثين سنة وإلا فإن فتنتم على رأس خمس وثلاثين أصابكم ما أصاب الأمم.