وشريح بن محمد وأبى عبد الله بن مكي وأبى عبد الله [بن 1] نجاح الذهبي وطائفة، وأجاز له أبو عبد الله ابن أخت غانم وناظر في كتاب سيبويه على أبي الحسين ابن الطراوة وسمع منه كثيرا من كتب الأدب، عمى وهو ابن سبع عشرة سنة حمل الناس عنه، وصنف كتاب " الروض الأنف " كالشرح للسيرة النبوية فأجاد وأفاد وذكر أنه استخرجه من مائة وعشرين مصنفا، وله كتاب " الاعلام بما أبهم في القرآن من الأسماء الاعلام "، وله " كتاب الفرائض " وغير ذلك وكان إماما في لسان العرب يتوقد ذكاءا وقد استدعى من مالقة إلى مراكش ليأخذوا عنه، سمع منه أبو الخطاب بن دحية وجماعة، قال ابن دحية: كان يتسوغ بالعفاف ويتبلغ بالكفاف حتى نمى خبره إلى صاحب مراكش فطلبه وأحسن إليه وأقبل عليه وأقام بها نحوا من ثلاثة أعوام.
وأما سهيل المنسوب إليها فقرية قريبة من بلد مالقة سميت بالكوكب سهيل لأنه لا يرى في جميع بلاد الأندلس الا من جبل مطل على هذه القرية يرتفع نحو درجتين ويغيب، وبلغنا أن السهيلي ولى قضاء الجماعة فحمدت سيرته. كذا وجدت على ظهر كتاب فرائضه وأنه ولد بأشبيلية سنة ثمان وخمس مائة. توفى بمراكش في الخامس والعشرين من شهر شعبان سنة إحدى وثمانين وخمس مائة رحمه الله تعالى.
قال أبو جعفر بن الزبير: كان السهيلي واسع المعرفة غزير العلم نحويا متقدما لغويا عالما بالتفسير وصناعة الحديث عارفا بالرجال والأنساب عارفا بعلم الكلام وأصول الفقه حافظا للتاريخ القديم والحديث ذكيا نبيها صاحب اختراعات واستنباطات مستغربة.