قال أبو عبد الله بن عباد: كان عالما بالقراءات إماما في علم الحديث عارفا بعلله واقفا على رجاله لم يكن بالأندلس من يجاريه فيه، أقر له بذلك أهل عصره، مع تقدمه في اللغة والأدب واستقلاله بغير ذلك من جميع الفنون، قال: وكان له حظ من البلاغة والبيان صارما في أحكامه جزلا في أموره، تصدر للاقراء والتسميع والعربية، وكانت الرحلة إليه في زمانه، وطال عمره، وله " كتاب المغازي " في عدة مجلدات حمله عنه الناس.
قال الابار: مات بمرسية في رابع [عشر 1] صفر سنة أربع وثمانين وخمسمائة عن ثمانين سنة، وكاد يهلك أناس من الزحمة على نعشه. قلت حمل: عنه خلق كثير منهم أحمد بن محمد الطرسوسي وأبو سليمان بن حوط الله ومحمد بن وهب الفهري ومحمد بن الحسن اللخمي الداني ومحمد بن إبراهيم بن صلتان ومحمد ابن أحمد بن حيون المرسي ومحمد بن محمد بن أبي السداد ونذير بن وهب وعبد الله ابن الحسن المالقي ابن القرطبي وعمر بن دحية واخوه وعلي بن يوسف ابن الشريك وعلي بن أبي العافية القسطلي، وروى عنه بالإجازة الأستاذ أبو على الشلوبين.
ومات معه في العام الأمير الكبير مؤيد الدولة أبو المظفر أسامة بن مرشد ابن علي بن مقلد بن نصر بن منقذ الكناني الشيرازي حامل لواء الابطال وشاعر الشام عن سبع وتسعين سنة، والمحدث المفيد أبو محمد عبد الله بن علي بن سويدة التكريتي وقد شاخ، والمعمر أبو القبائل عشير بن علي بن أحمد الجبلي ثم المصري عن مائة سنة وسنتين، وشيخ الحنفية ببخارى عماد الدين أبو جعفر عمر بن أبي بكر ابن محمد الأنصاري الزرنجري ولد العلامة شمس الأئمة وله سبعون عاما، والامام