تهذيب الكمال - المزي - ج ٥ - الصفحة ٢٥٢
ابن يوسف الإوقي (1) ببيت المقدس، قال: أخبرنا الحافظ أبو طاهر أحمد بن محمد بن أحمد الأصبهاني بالإسكندرية، قال:
أخبرنا أحمد بن عبد الغفار بن أشتة الكاتب بأصبهان، قال:
أخبرنا علي بن أبي حامد الخرجاني، قال: أخبرنا أبو إسحاق إبراهيم بن محمد بن حمزة الحافظ، قال: حدثنا يوسف بن الحكم الخياط، قال: حدثنا محمد بن بشير الكندي، قال:
حدثنا علي بن مجاهد، فذكره.
وقال أبو بكر بن أبي داود: الحارث كان أفقه الناس، وأفرض الناس، وأحسب الناس، تعلم الفرائض من علي.
قال البخاري: حدثنا مسلم قال: حدثنا شعبة، عن أبي إسحاق: أن الحارث أوصى أن يصلي عليه عبد الله بن يزيد، يعني الخطمي (2).

(1) الإوقي في نسبة هذا الشيخ: بكسر الهمزة وفتح الواو وبعدها قاف وياء النسبة، قيدها الزكي المنذري في ترجمته في وفيات سنة 630 من " التكملة: 3 / الترجمة 2447 " وقال: " وكان شيخنا أبو الحسن علي بن المفضل المقدسي يذكر عن الحافظ أبي محمد عبد القادر بن عبد الله الرهاوي أن الإوقي منسوب إلى: أوه ". وقال ياقوت في (أوه) من معجما لبلدان: قرية من زنجان وهمذان منها الشيخ الصالح الزاهد أبو علي الحسن بن أحمد بن يوسف الإوقي لقيته بالبيت المقدس، وسمعت عليه جزءا، وكتبت عنه، وسألته عن نسبته فقال: أنا من بلد يقال له: (أوه) فقال لي السلفي الحافظ: ينبغي أن تزيد فيه قافا للنسبة، فلذلك قيل لي: الإوقي ". وذكره ابن العديم في بغية الطلب (4 / الورقة 157 159) وقال: اجتمعت به في البيت المقدس ".
(2) وقال ابن سعد: " وكان له قول سوء، وهو ضعيف في روايته " (6 / 186) وقال ابن حبان في كتاب المجروحين (1 / 222): " كان غاليا في التشيع واهيا في الحديث " وقال ابن عدي في " الكامل " (1 / الورقة 228): " عامة ما يرويه غير محفوظ "، لكن ابن شاهين قال في " الثقات " (الورقة 17):
" قال أحمد بن صالح المصري: الحارث الأعور ثقة ما أحفظه وما أحسن ما روى عن علي، وأثنى عليه، قيل له: فقد قال الشعبي كان يكذب، قال: لم يكن يكذب في الحديث إنما كان كذبه في رأيه ". وقال الدارقطني: ضعيف. وقال الذهبي في " الميزان ": " وحديث الحارث في السنن الأربعة، والنسائي مع تعنته في الرجال، فقد احتج به، وقوى أمره، والجمهور على توهين أمره مع روايتهم لحديثه في الأبواب، فهذا الشعبي يكذبه، ثم يروي عنه. والظاهر أنه كان يكذب في لهجته وحكاياته، وأما في الحديث النبوي فلا، وكان من أوعية العلم ". وقد رد عليه الحافظ ابن حجر في زياداته على " التهذيب " بقوله: " لم يحتج به النسائي وإنما أخرج له في السنن حديثا واحدا مقرونا بابن ميسرة، وآخر في " اليوم والليلة " متابعة، هذا جميع ما له عنده ". وقال الذهبي في " سير أعلام النبلاء " وقد ألفه بعد " الميزان ":
" العلامة الامام.. كان فقيها كثير العلم على لين في حديثه " وقال: " كان الحارث من أوعية العلم، ومن الشيعة الأول.. فأما قول الشعبي: الحارث كذاب، فمحمول على أنه عنى بالكذاب الخطأ، لا التعمد، وإلا، فلماذا يروي عنه ويعتقده بتعمد الكذب في الدين.. وهو ممن عندي وقفة في الاحتجاج به.. وأنا متحير فيه ".
قال بشار: من يكذب في حكاياته يكذب في الحديث، فالكذب واحد، وأما تحميل الذهبي كذبه على أنه من باب الخطأ فمردود، فالكذب شئ والخطأ شئ آخر، وعندي أنه ضعيف لتضعيف أبي زرعة وأبي حاتم له، ولان ابن عندي خبر حديثه وقال: عامه ما يرويه غير محفوظ، وابن حبان على تساهله لم يوثقه، فضلا عن تضعيف آخرين له، وقد ضعفه الترمذي في جامعه غير مرة عند إيراد حديثه فقال: " وقد ضعف بعض أهل العلم الحارث الأعور " (1 / 73 حديث رقم 282)، وقال في موضع آخر: " الحارث يضعف في الحديث " (3 / 168 حديث رقم 812)، وقال أيضا: " وقد تكلم بعض أهل العلم في الحارث " (4 / 416 حديث 2095، 5 / 80 حديث 2736).
وروى ابن سعد عن الواقدي وغيره: كانت وفاة الحارث الأعور بالكوفة أيام عبد الله بن الزبير، وكان عبد الله بن يزيد الأنصاري الخطمي عاملا يومئذ لعبد الله بن الزبير على الكوفة (6 / 169)، وذكر ابن حبان والذهبي أنه توفي سنة 65.
(٢٥٢)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 247 248 249 250 251 252 253 254 255 256 257 ... » »»
الفهرست