ولا تستقل ذنبا فألهمك الله ذكره وطلب الوسيلة عنده. ثم إن يزيد ابن يحيى الخشني في حبس أمير المؤمنين أصلحه الله وكان من أعوان ابن الأزرق ولم يبلغني عنه سوء قرف به وقد طالت اقامته فيه فان رأيت رحمك الله أن يكون من المهدي كتاب إلى أمير المؤمنين أصلحه الله فيه يذكر من امره ما نرجو تخلصه (1) به مما هو فيه من ضرر الحبس فعلت. أعانك الله على الخير وجعله أغلب الأمور عليك (69 م) وآثرها عندك والسلام عليك ورحمة الله.
حدثنا عبد الرحمن انا العباس بن الوليد بن مزيد أخبرني أبي عن الأوزاعي انه كتب: اما بعد جعل الله الأمير ممن ألهمه الخير واستأنف به عمره وجعل فيه قوته والي ثوابه منقلبه فان الأمير أصلحه الله من المسلمين ومن خليفتهم بالمكان الذي ليس به أحد غيره وانه غاية عامة (2) من ابتلي فوجد على الشخوص (52 د) إليه قوة، للنظر في أموره والبلاغ منه (3) حتى يفرج الله عنه بليته أو يتخذ منه عند السؤال عذرا جعل الله الأمير ممن يعضد ضعيف أمته ويهتم بامر عوامهم ويرق على صاحب البلية منهم بما عسى الله ان يخلصه به منها ويوفيه عند الحاجة إليه اجره، وقد كان اصلح الله الأمير إسماعيل بن الأرزق في ولايته على بعلبك فلم يبلغنا عنه الا عفافا وقصدا (4) وقد كان من عقوبة أمير المؤمنين أصلحه الله إياه في بشره وشعره ووضعه في الحبس قبله (52 ك) ما قد علم الأمير فلم يبلغنا ان ذلك كان عن خيانة ظهرت منه ولا وصف بها إلا أن يكون تعلق عليه لضعف وقد كان الرجل