شيخ، وإن شئت بايعتك، وأما ابنك فوالله لا أبايعه وأدعك.
وقال عبد الله الأعلى في حديثه: إن عبد الله بن الحسن قال لهم: لا ترسلوا إلى جعفر فإنه يفسد عليكم، فأبوا. قال: فأتاهم وأنا معهم، فأوسع له عبد الله إلى جانبه وقال: قد علمت ما صنع بنا بنو أمية، وقد رأينا أن نبايع لهذا الفتى.
فقال: " لا تفعلوا، فإن الأمر لم يأت بعد ".
فغضب عبد الله وقال: لقد علمت خلاف ما تقول، ولكنه يحملك على ذلك الحسد لابني. فقال: لا والله، ما ذاك يحملني، ولكن هذا وأخوته وأبناءهم دونكم ".
وضرب يده على ظهر أبي العباس، ثم نهض وأتبعه، ولحقه عبد الصمد وأبو جعفر فقالا: يا أبا عبد الله، أتقول ذلك؟
قال: " نعم والله أقوله وأعلمه ".
قال أبو جعفر: فانصرفت لوقتي، فرتبت عمالي، وميزت أموري تمييز مالك لها (1).
2. بعد أن نشطت الحركة الزيدية بزعامة بني الحسن أخذ الإمام الصادق (عليه السلام)، يخبر عن ما ورثه من العلم وأن عنده كتبا فيها أسماء الملوك الذين يملكون في الأرض ولم يكن منهم محمد بن عبد الله بن الحسن. روى الحسن الصفار عدة روايات، منها الصحيح في هذا الباب.
أ - يروي محمد بن الحسين بن عبد الرحمن بن هاشم وجعفر بن بشير، عن عنبسة، عن ابن خنيس، قال: كنت عند أبي عبد الله إذ أقبل محمد بن عبد الله بن الحسن فسلم عليه ثم ذهب، ورق له أبو عبد الله ودمعت عينه، فقلت له: لقد رأيتك صنعت به ما لم تكن تصنع؟ قال: رققت لأنه ينسب في أمر ليس له، لم أجده في كتاب علي من خلفاء هذه الأمة ولا ملوكها (2).