ففي الصحيح عن الوليد بن صبيح، قال: جاء رجل إلى أبي عبد الله يدعي على المعلى دينا عليه وقال: ذهب بحقي. فقال أبو عبد الله: ذهب بحقك الذي قتله. ثم قال للوليد: قم فاقضه من حقه، فإني أريد أن أبرد عليه جلده الذي كان باردا (1).
وهكذا يتضح أن المعلى كان مملوكا للإمام الصادق ومكلفا من قبل الإمام أن يتجر له.
عصر المعلى بن خنيس عاش المعلى في عصر مضطرب مليء بالصراعات والثورات والآراء المتعددة النزعات، كالشعوبية والقبلية، وكان المجتمع يموج بالفتن والقتل والقتال. فقد عاصر سقوط الدولة الأموية، وقيام الدولة العباسية، وظهور تيارات داخل الكيان الشيعي كالكيسانية العباسية، والزيدية الحسنية، والمغيرية، والخطابية، والإمامية الجعفرية التي كانت كلها ترفع " أهل البيت " شعارا لها، و " الرضا من آل محمد " عنوانا لحركتها. ولكن عندما نسبر أغوار التأريخ نجد الصراع بين هذه الاتجاهات قائما على أوجه، وأن الفتنة محيطة بالمؤمنين، فسقط الكثير منهم في شراك الفتنة والطموح.
عاصر المعلى تلك الأجواء، وكان أشد الناس التصاقا بالإمام الصادق حتى لاقى ربه شهيدا.
وسوف نبحث عصره بما يناسب المقام لنتوصل إلى معرفة وعيه ودوره، وسبب شهادته.
سقوط الدولة الأموية:
نزى بنو أمية على استلام الحكومة بعد أن كانوا أشد الناس عداوة للرسول (صلى الله عليه وآله)، ومبالغة في إيذائه وتماديا في تكذيبه، فقد كانوا رأس الطاغوت القرشي، وكانوا