أما من جهة الروايات، فلا دلالة فيها على الضعف ولا إشعار فيها بالانحراف، فروايتي الكشي مضافا إلى ضعف سندهما، اشتملت الثانية منهما على ترحم الإمام على المعلى بن خنيس. نعم ورد في بعضها: ومن أذاعه علينا سلبه الله؛ لأنه يمكن أن تحمل على عدم التوفيق والمخالفة في مقام العمل لا في الاعتقاد، فلا دلالة فيها على إفساد المذهب، ولا عدم الصدق في الرواية، والذي يسهل الخطب أن الرواية مخدوشة من جهة السند، فلا اعتبار بها (1).
هذا ما جاء في الروايات الذامة التي انتهينا إلى ضعف سندها وقصور دلالتها عن ضعف المعلى بن خنيس، علما أن المعلى روى محتوى الرواية الاولى من دون ذكر تحذير الإمام الصادق (عليه السلام) له من إذاعة السر (2)، وإن كانت الرواية الثانية تنسجم مع الاولى في سبب قتل المعلى، وقد تقدم في بحث شهادته خلاف هذا، بأن سبب شهادته كان دعوته لأهل البيت (عليهم السلام) واختصاصه بصحبة الإمام الصادق، لا ما قاله الغلاة لإفشاء أسرار الإمام.
ولعل تلك الروايات من موضوعات الغلاة؛ لأنهم رأوا أن الإمام الصادق خصه بمكرمة لم ينلها أحد غيره في إظهار معجزته فيه إكراما لصحبته