والحجاز واليمن، ونجحوا في تأسيس دولة في طبرستان واليمن والمغرب والحجاز، ومن هنا بدأ الانقسام في البيت العلوي إلى حسنيين زيدية وحسينيين جعفرية، وكانت بداية هذا التحول الفكري في عصر الإمام الصادق (عليه السلام).
فقد تحرك عبد الله بن الحسن لأخذ البيعة لابنه محمد الذي وصفه بالمهدي، ودعا بني هاشم بما فيهم الإمام الصادق (عليه السلام) للبيعة، فكان موقف الإمام الصادق تجاه الحركة الزيدية وإمامة بني الحسن بما يلي:
1. رفض البيعة لمحمد بن عبد الله بن الحسن على أنه المهدي. جاء في مقاتل الطالبيين عن عبد الأعلى بن علي قال: إن بني هاشم اجتمعوا فخطبهم عبد الله بن الحسن، فحمد الله وأثنى عليه ثم قال: إنكم أهل البيت قد فضلكم الله بالرسالة، واختاركم لها، وأكثركم بركة يا ذرية محمد (صلى الله عليه وآله)، بنو عمه وعترته، وأولى الناس بالفزع في أمر الله، من وضعه الله موضعكم من نبيه (صلى الله عليه وآله)؟ وقد ترون كتاب الله معطلا، وسنة نبيه متروكة، والباطل حيا، والحق ميتا، قاتلوا لله في الطلب لرضاه بما هو أهله، قبل أن ينزع منكم اسمكم، وتهونوا عليه كما هانت بنو إسرائيل، وكانوا أحب خلقه إليه. وقد علمتم إنا لم نزل نسمع أن هؤلاء القوم إذا قتل بعضهم بعضا خرج الأمر من أيديهم، فقد قتلوا صاحبهم - يعني الوليد بن يزيد - فهلم نبايع محمدا، فقد علمتم أنه المهدي.
فقالوا: لم يجتمع أصحابنا بعد، ولو اجتمعوا فعلنا، ولسنا نرى أبا عبد الله جعفر بن محمد، فأرسل إليه ابن الحسن فأبى أن يأتي، فقام وقال: أنا آت به الساعة، فخرج بنفسه حتى أتى مضرب الفضل بن عبد الرحمن بن العباس بن ربيعة بن الحرث، فأوسع له الفضل ولم يصدره، فعلمت أن الفضل أسن منه، فقام له جعفر وصدره، فعلمت أنه أسن منه.
ثم خرجنا جميعا حتى أتينا عبد الله، فدعي إلى بيعة محمد، فقال له جعفر: إنك