١٠٠ - باب اليأس مما في أيدي الناس
أروي عن العالم عليه السلام، أنه قال: اليأس مما في أيدي الناس عز المؤمن في دينه، ومروءته في نفسه، وشرفه في دنياه، وعظمته في أعين الناس، وجلالته في عشيرته، ومهابته عند عياله، وهو أغنى الناس عند نفسه وعند جميع الناس.
وأروي: شرف المؤمن قيام الليل، وعزه استغناؤه عن الناس (1).
وأروي: أن أصل الإنسان لبه، ودينه نسبه، ومروته حيث يجعل نفسه، والناس إلى آدم شرع سواء، وآدم من تراب.
وأروي: اليأس غنى، والطمع فقر حاضر.
وروي: من أبدى ضره إلى الناس، فضح نفسه عندهم.
وأروي عن العالم عليه السلام أنه قال: وقوا دينكم بالاستغناء بالله عن طلب الحوائج، واعلموا أنه من خضع لصاحب سلطان جائر أو لمخالف، طلبا لما في يديه من دنياه، أهمله الله ومقت عليه ووكله إليه، فإن هو غلب على شئ من دنياه، نزع الله منه
البركة، ولم ينفعه بشئ في حجته، ولا غيره من أفعال البر.
وأروي: إذا أراد أحدكم أن لا يسأل ربه شيئا إلا وأعطاه، فلييأس من الناس كلهم، فلا يكون له رجاء إلا عند الله عز وجل (2).
ونروي: سخاء النفس عما في أيدي الناس، أكثر من سخاء البذل.
واعلم أن بعض العلماء سمع رجلا يدعو الله أن يغنيه عن الناس، فقال: إن الناس لا يستغنون عن الناس، ولكن أغناك الله عن دناء الناس.