فقه الرضا - علي بن بابويه - الصفحة ٣٦١
الظن بك (1).
وروي أن آخر عبد يؤمر به إلى النار، يلتفت فيقول: يا رب لم يكن هذا ظني بك، فيقول، ما كان ظنك بي؟ قال: كان ظني بك أن تغفر لي خطيئتي، وتسكنني جنتك. فيقول الله عز وجل: يا ملائكتي، وعزتي وجلالي، وجودي وكرمي، وارتفاعي في علوي، ما ظن بي عبدي خيرا ساعة قط، ولو ظن بي ساعة خيرا ما روعته بالنار، أجيزوا له كذبه وأدخلوه الجنة (2).
ثم قال العالم عليه السلام: قال الله عز وجل: ألا لا يتكل العاملون على أعمالهم التي يعملونها لثوابي، فإنهم لو اجتهدوا وأتعبوا أنفسهم وأعمارهم في عبادتي، كانوا مقصرين غير بالغين في عبادتهم كنه عبادتي، فيما يظنونه عندي من كرامتي، ولكن برحمتي فليثقوا، ومن فضلي فليرجوا، وإلى حسن الظن بي فليطمئنوا، وإن رحمتي عند ذلك تدركهم، ومنتي تبلغهم، ورضواني ومغفرتي تلبسهم، فإني أنا الله الرحمن الرحيم، وبذلك تسميت (3).
وأروي عن العالم عليه السلام أنه قال: إن الله عز وجل أوحى إلى موسى بن عمران عليه السلام: إن في الحبس رجلين من بني إسرائيل، أمر بإطلاقهما، قال: فنظر إلى أحدهما فإذا هو مثل الهدبة (4)، فقال له: ما الذي بلغ بك ما أرى منك؟ قال: الخوف من الله، ونظر إلى الآخر، لم يتشعب منه شئ، فقال له: أنت وصاحبك كنتما في أمر واحد، وقد رأيت ما بلغ الأمر بصاحبك، وأنت لم تتغير، فقال له الرجل: إنه كان ظني بالله جميلا حسنا، فقال: يا رب قد سمعت مقالة عبديك، فأيهما أفضل؟ قال تعالى:
صاحب الظن الحسن أفضل (5).
وأروي عن العالم عليه السلام: إن الله أوحى إلى موسى بن عمران عليه السلام: يا موسى قل لبني إسرائيل: أنا عند ظن عبدي بي، فليظن بي ما شاء يجدني عنده.

١ - مشكاة الأنوار: ٣٦.
٢ - تفسير القمي ٢: ٢٦٤ باختلاف يسير.
٣ - الكافي ٢: ٥٠ / ٤ و٥٨ / ١، أمالي الطوسي ١: ٢١٥.
٤ - الهدبة: ما على أطراف الثوب من الخيوط السائبة. انظر " الصحاح - هدب - ١: ٢٣٧ ".
٥ - مشكاة الأنوار: ٣٦ باختلاف في ألفاظه.
(٣٦١)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 356 357 358 359 360 361 362 363 364 365 366 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 باب مواقيت الصلاة 71
2 باب التخلي والوضوء 78
3 باب الغسل من الجنابة وغيرها 81
4 باب التيمم 88
5 باب المياه وشربها، والتطهير منها، وما يجوز من ذلك وما لا يجوز منها 91
6 باب الأذان والإقامة 96
7 باب الصلوات المفروضة 99
8 باب صلاة يوم الجمعة والعمل في ليلتها 127
9 باب صلاة العيدين 131
10 باب صلاة الكسوف 134
11 باب صلاة الليل 137
12 باب صلاة الجماعة وفضلها 143
13 باب صلاة السفينة 146
14 باب صلاة الخوف 148
15 باب صلاة المطاردة والماشي 150
16 باب صلاة الحاجة 151
17 باب صلاة الاستخارة 152
18 باب صلاة الاستسقاء 153
19 باب صلاة جعفر بن أبي طالب عليه السلام 155
20 باب اللباس وما لا يجوز فيه الصلاة 157
21 باب صلاة المسافر والمريض 159
22 باب غسل الميت وتكفينه 165
23 باب الصلاة على الميت، 177
24 باب آخر في غسل الميت والصلاة عليه 181
25 باب آخر في الصلاة على الميت 187
26 باب الاعتكاف 190
27 باب الحيض والاستحاضة والنفاس والحامل، ودم القرحة والعذرة والصفراء إذا رأت وما يستعمل فيها 191
28 باب الزكاة 195
29 باب الصوم 200
30 باب نوافل شهر رمضان ودخوله 204
31 باب الحج وما يستعمل فيه 214
32 باب النكاح المتعة والرضاع 232
33 باب العقيقة 239
34 باب طلاق السنة والعدة والحامل 241
35 باب الايلاء واللعان 248
36 باب التجارات والبيوع والمكاسب 250
37 باب النفقة والمآكل والمشارب والطعام 254
38 باب الربا والسلم والدين والعينة 256
39 باب القضاء والاحكام 260
40 باب الشفعة 264
41 باب اللقطة 266
42 باب الدين والقرض 268
43 باب الايمان والنذور والكفارات 270
44 باب الزنا واللواطة 275
45 باب شرب الخمر والغناء 279
46 باب اللعب بالشطرنج والنرد والقمار والضرب بالصوالج وغيره 284
47 باب القذف للمحصن والمحصنة 285
48 باب الفرائض والمواريث 286
49 باب الغنائم والخمس 293
50 باب صيد والذبائح 295
51 باب الوصية للميت 298
52 باب الصناعات 301
53 باب اللباس وما يكره فيه الصلاة والدم والنجاسات وما يجوز فيه الصلاة. 302
54 باب العتق والتدبير والمكاتبة 305
55 باب الشهادة 307
56 باب النوادر في الحدود 309
57 باب الديات 311
58 باب العين 314
59 باب الاذن 315
60 باب الصدغ 315
61 باب أشفار العين 315
62 باب الحاجب 316
63 باب الانف 316
64 باب الشفة 316
65 باب الخد 317
66 باب اللسان 318
67 باب الأسنان 319
68 باب الرأس 320
69 باب الترقوة 321
70 باب المنكبين 321
71 باب العضد 322
72 باب زند اليد والكف 322
73 باب الأصابع والعضد والأشاجع 323
74 باب الصدر والظهر والأكتاف والأضلاع 325
75 باب البطن 326
76 باب الورك 326
77 باب البيضتين 326
78 باب الفخذين 327
79 باب الركبتين 327
80 باب الساقين 328
81 باب الأصابع من الرجل والعصب التي فيها القدم 329
82 باب دية النفس 329
83 باب دية المرأة 330
84 باب دية أهل الذمة والعبيد 331
85 باب أكل مال اليتيم ظلما 332
86 باب حق الوالد على ولده 334
87 باب حق الاخوان 335
88 باب حق الود على الوالدين 336
89 باب حق النفوس 337
90 باب الطب 340
91 باب الأدوية الجامعة بالقرآن 342
92 باب فضل الدعاء 345
93 باب القدر والمنزلة بين المنزلتين 348
94 باب الاستطاعة 351
95 باب مكارم الأخلاق والتجمل والمرؤة والحياء والبر وصلة الأرحام وغير ذلك من الآداب 353
96 باب التوكل على الله، والرجاء من الله، والتفويض إلى الله، وان كل ما صنعه الله للمؤمن فهو خير له، وأنه من أعطي الدين فقد أعطي الدنيا 358
97 باب السخاء 362
98 باب القناعة 364
99 باب الكفاف 366
100 باب اليأس ما في أيدي الناس 367
101 باب الصبر والكتمان والنصيحة 368
102 باب التواضع والزهد 370
103 باب المعروف 373
104 باب الأمر بالمعروف والنهى عن المنكر 375
105 باب النيات وأن نية المؤمن خير من عمله لأنه ينوي خيرا من عمله 378
106 باب التفكر والاعتبار والهم في الدين والاخلاص واليقين والبصيرة والتقوى والخوف والرجاء والطاعة الله عز وجل 380
107 باب البدع والظلالة وأن كل رياسة إلى النار 383
108 باب حديث النفس 385
109 باب الرياء والنفاق والعجب 387
110 باب النوادر 390
111 باب العطاس 391
112 باب الفزع والهم 393
113 باب الحجامة والحلق 394
114 باب الزي والزينة 395
115 باب الآداب 397
116 باب الدعاء في الوتر وما يقال فيه 402
117 باب الادهان والاستياك والامتشاط 407
118 باب في الاستطاعة 408
119 باب القضاء والمشية والإرادة 410