الفوائد الرجالية - السيد بحر العلوم - ج ١ - الصفحة ٤٦٦
ذكره أبو الحسين في (الايضاح) عند ذكر الدرجات، فيمن له درجة العلم بالكتاب (1) وذكره العلامة، وابن داود في القسم الأول من كتابيهما (2) وهو من الاثنى عشر الذين أنكروا على أبي بكر تقدمه وجلوسه في مجلس رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم (3)
(١) لم يوصلنا التحقيق إلى معرفة أبي الحسين - هذا - والا إلى كتابه (الايضاح) فليلاحظ.
(٢) راجع: رجال العلامة: الباب التاسع ص ٢٢ ط النجف، ورجال ابن داود ص ٢١ برقم 48 ط إيران.
(3) وهم ستة من المهاجرين، وستة من الأنصار، اما المهاجرون فهم:
أبو ذر الغفاري، وسلمان الفارسي، وخالد بن سعيد بن العاص، والمقداد الأسود، وبريدة الأسلمي، وعمار بن ياسر، واما الأنصار فهم: خزيمة ابن ثابت، وسهل بن حنيف، وأبو الهيثم بن التيهان، وقيس بن سعد ابن عبادة الخزرجي، وأبي بن كعب، وأبو أيوب الأنصاري.
قال البرقي في (رجاله: ص 63 - بعنوان: أسماء المنكرين على أبي بكر): "... وكان أول من تكلم يوم الجمعة -: خالد بن سعيد ابن العاص، فقال: يا أبا بكر، أذكرك قول رسول الله (ص) يوم قريظة: " يا معشر قريش، احفظوا وصيتي: إن عليا إمامكم بعدي، بذلك انبأني جبرئيل عن ربي - عز ذكره - الا إنكم إن لم تؤتوه أموركم اختلفتم، وتولى عليكم أشراركم. الا ان اهل بيتي هم الوارثون لي والقائمون من أمتي. اللهم من أطاعهم فثبته، ومن نصرهم فانصره، ومن خالف امري - وأقام إماما لم أقمه، وترك اماما أقمته ونصبته - فأحرمه جنتك والعنه على لسان أنبيائك " أتعرف هذا القول، يا أبا بكر؟ قال: لا.
ثم قال له عمر: اسكت. فلست من اهل المشورة، فقال: بل اسكت أنت يا بن الخطاب، فإنك تنطق بغير لسانك، وتفوه بغير فيك، وانك لجبان في الحرب، ما وجدنا لك في قريش فخرا.
ثم قام أبو ذر فقال: يا معشر قريش، قد علم خياركم ان رسول الله (ص) قال: " هذا الامر لعلي بعدي ولولده من بعده " فلم تتركون قوله، وتخالفون امره؟ أنسيتم أم تناسيتم، أو ضللتم واتبعتم الدنيا الفانية رغبة عن نعمة الآخرة، حذو من كان قبلكم، حذو النعل بالنعل، والقذة بالقذة، فعما قليل ترون غب رأيكم، وترون وبال امركم، وما الله يريد ظلما للعباد ثم قام سلمان. فقال: يا أبا بكر، إلى من تسند امرك إذا الموت نزل بك، والى من تفزع إذا سئلت عن احكام الأمة عما لا تعلم؟ أتكون اماما لمن هو أعلم منك. قدم من قدمه الله، وقدمه رسول الله في حياته وأوعز إليه فيك وقت وفاته، أنسيت قوله وما تقدم من وصيته؟ انه لا ينفعك الا عملك، ولا تحصل الا ما تقدم، فان رجعت نجوت، فقد سمعت ما سمعنا، وأنكرت وأقررنا، فترد ونرد، وما الله بظلام للعبيد.
ثم قام المقداد، فقال: يا أبا بكر، ارجع على غمك، ويسر يسرك بعسرك، والزم بيتك، واردد الأمر إلى حيث جعله الله ورسوله، وسلم الحق إلى صاحبه، فان ذلك أسلم في آجلك وعاجلك، فقد نصحت وبذلت ما عندي، والسلام.
ثم قام بريدة الأسلمي، فقال: يا أبا بكر، أنسيت أم تناسيت أم خادعت نفسك؟ فان الله خادعك. الم تعلم ان رسول الله (ص) امرنا فسلمنا عليه ب (امرة المؤمنين) والرسول فينا؟ فالله، الله في نفسك أدركها قبل أن لا تدركها، وأبعدها من هلكها، ورد هذا الامر إلى من هو أحق به منك، ولا تتماد في غيك، فتهلك بطغيانك، وما الله بغافل عما قصدت. الا إننا ننصح لك، ولن نهدي من نحب، ولكن الله يهدي من يشاء.
ثم قام عمار بن ياسر، فقال: يا أبا بكر، لا تجعل لنفسك حق غيرك، فقد أول من عصى رسول الله، [كذا في النسخ وكأن فيه سقطا] وأنت تجازى بعملك، فانصح لنفسك أودع، فكل نفس بما كسبت رهينة.
ثم قام قيس بن سعد بن عبادة، فقال: يا معشر قريش، قد علم خياركم: ان اهل بيت رسول الله (ص) أحق بمكانه في سبق سابقة وحسن عناء وقد جعل الله هذا الامر لعلي بمحضر منك وسماع أذنيك، فلا ترجعوا ضلالا فتنقلبوا خاسرين.
ثم قام خزيمة بن ثابتذو الشهادتين، فقال: الست تعلم يا أبا بكر:
ان رسول الله (ص) قبل شهادتي - وحدي -؟ قال: بلى، قال: فانى اشهد بما سمعته منه، وهو قوله: " إمامكم بعدي علي لأنه الأنصح لامتي والعالم فيهم ".
ثم قام أبو الهيثم بن التيهان، فقال: انا اشهد ان رسول الله (ص) أقام عليا، فقال: " إن اهل بيتي يتقدمونكم، ولا تتقدموا عليهم " وفى قوله كفاية.
ثم قام سهل بن حنيف، فقال: اشهد على رسول الله صلى الله عليه وآله أنه قال: " اهل بيتي فرق بين الحق والباطل، وهم الأئمة يقتدي بهم أمتي ".
وتكلم أبي، فقال: اشهد اني سمعت رسول الله (ص) يقول:
" علي بن أبي طالب إمامكم بعدي وهو الناصح لأمتي ".
ثم قام أبو أيوب الأنصاري، فقال: اتقوا الله، وردوا الامر إلى اهل بيت نبيكم، فقد سمعتم ما سمعنا ان القائم مقام نبينا بعده علي بن أبي طالب (ع) وانه لا يبلغ عنه إلا هو، ولا ينصح لأمته غيره.
قال: فنزل أبو بكر من المنبر. فلما كان يوم الجمعة المقبلة، سل عمر سيفه، ثم قال: لا اسمع رجلا يقول مثل مقالته - تلك - إلا ضربت عنقه. ثم مضى هو وسالم ومعاذ بن جبل وأبو عبيدة، شاهرين سيوفهم حتى اخرجوا ابا بكر، وأصعدوه المنبر ".
وانظر أيضا: احتجاج أبي بن كعب في الدرجات الرفيعة للسيد علي خان المدني الشيرازي المتوفى سنة 1120 ه، (ص) 324) طبع النجف الأشرف نقله عن الطبرسي في كتاب الاحتجاج، مرفوعا عن ابان بن تغلب عن أبي عبد الله الصادق عليه السلام، وانظره أيضا في الإحتجاج للطبرسي (ص 41) طبع إيران سنة 1302 ه.