إلى بيت الله الحرام:
وفي أواخر تلك السنة بالذات يتشرف بحج بيت الله الحرام لا لقصد الحج فحسب، بل لإقامة مشاعر الحج وإصلاح بعض مواقفه وتأسيس بعض مواقيته، وبقي في مكة أكثر من سنتين موضع حفاوة وعناية من عامة طبقاتها، حتى أنه كان يوضع له كرسي الكلام فيحاضر بالمذاهب المختلفة ويحضر مجلسه العلمي أرباب المذاهب كلها، فكان لسيطرته علي موضوعية البحث يرتئيه كل مذهب لنصرته، ويدعيه لنفسه وكان يخفى مذهبه عليهم، ويستعمل " التورية " والتغطية ان سئل عن ذلك كقوله:
أحمد جدي، وأما والدي * مالكي، لكن ديني شافعي (1) واعتقادي حنفي، وأنا * شافعي بدليل قاطع (2) وأرى الحق مع السنة في * كل ما قالوا بأمر جامع (3)