وانطلقت أشواط مكتبتنا العامة " مكتبة العلمين في النجف الأشرف " المؤسسة منذ سنتين - تقريبا - تواصل السير - قدما - في سبيل تحقيق ما تصبو إليه: من أهداف دينية، ونشاط فكري بناء، وتوعية للدعوة الاسلامية الشاملة، وتجسيد للحقائق المهضومة، وابرازها على صعيد مخصب بالحياة وفي أفق مشرق باليقظة والوعي.
وكان من أهدافها - كما نشرنا ذلك مرارا - أنها تعنى بتأليف ونشر وتحقيق الكتب الاسلامية، واحياء التراث العلمي الاسلامي - على اختلاف نوعيته -.
ومن أهدافها أيضا: اهداء وتوزيع منشوراتها - وغيرها إن أمكن - إلى المؤسسات الفكرية العامة في مختلف أنحاء العالم المتحضر، معتمدة في مواصلة نشاطها على الله تعالى - أولا - وعلى أريحات رجال الخير والهداية - ثانيا - كما نشير - أحيانا - إلى شكرهم وتقديرهم في بعض منشورات المكتبة.
ولم يمر على تأسيس " مكتبتنا " أكثر من سنتين وأشهر حتى نهضت بأعباء رسالتها الاسلامية بأسرع مما يقتضيه الزمن القصير، والظروف الحاسمة فحشدت قواها المستمدة من الله تعالى إلى المؤسسات الفكرية - خارج العراق - حتى بلغ تسلسل إهدائها - حسبما يشير سجلها اليوم " 2285 كتابا اسلاميا " - على اختلاف بحوثها - ولا نزال نواصل السير، ونرجو من الله التوفيق، ومن إخواننا المؤمنين جزيل الدعاء.
ولقد أتحفنا - بالأمس - المكتبة الاسلامية وقراءنا المسلمين - في عامة الأصقاع - بأول نتاج مكتبتنا وباكورة نشاطها الفكري، وهو كتاب " تلخيص الشافي لشيخ الطائفة أبي جعفر الطوسي قدسه سره " وهو من أروع الكتب العلمية المذهبية في طليعة القرن الخامس الهجري، من حيث البساطة في العرض، والأصالة في البحث، والدقة في النقاش الحاسم لخص فيه مؤلفه " شيخ الطائفة " كتاب أستاذه الأعظم علم الهدى الشريف