باب ما يصح من الاجماع وما لا يصح ومن يعتبر قوله ومن لا يعتبر واعلم أن اجماع سائر الأمم سوى هذه الأمة ليس بحجة وقال بعض الناس إجماع كل أمة حجة وهو اختيار الشيخ أبي إسحاق الأسفرائيني والدليل على فساد ذلك ما بينا أن الاجماع إنما صار حجة بالشرع والشرع لم يرد إلا بعصمة هذه الأمة فوجب جواز الخطأ على من سواها من الأمم فصل وأما هذه الأمة فإجماع علماء كل عصر منهم حجة على العصر الذي بعدهم وقال داود إجماع غير الصحابة ليس بحجة والدليل على ما قلنا قوله تعالى ومن يشاقق الرسول من بعد ما تبين له الهدى (1) الآية ولم يفرق قوله صلى الله عليه وسلم لا يخلو عصر من قائم الله عز وجل بحجة ولأنه اتفقا من علماء العصر على حكم الحادثة فأشبه الصحابة
(٢٥٥)