تفسير أبي السعود - أبي السعود - ج ٥ - الصفحة ١٢٥
كما في قوله تعالى الذي جعل لكم من الشجر الأخضر نارا أو حال من لبنا قدم عليه لتنكيره والتنبيه على أنه موضع العبرة «خالصا» عن شائبة ما في الدم والفرث من الأوصاف ببرزخ من القدرة القاهرة الحاجزة عن بغي أحدهما عليه مع كونهما مكتنفين له «سائغا للشاربين» سهل المرور في حلقهم قيل لم يغص أحد باللبن وقرئ سيغا بالتشديد وبالتخفيف مثل هين وهين «ومن ثمرات النخيل والأعناب» متعلق بما يدل عليه الإسقاء من مطلق الإطعام المنتظم لإعطاء المطعوم والمشروب فإن اللبن مطعوم كما أنه مشروب أي ونطعمكم من ثمرات النخيل ومن الأعناب أي من عصيرهما وقوله تعالى «تتخذون منه سكرا» استئناف لبيان كنه الإطعام وكشفه أو بقوله تتخذون منه وتكرير الظرف للتأكيد أو خبر لمبتدأ محذوف صفته تتخذون أي ومن ثمرات النخيل والأعناب ثمر تتخذون منه وحذف الموصوف إذا كان في الكلام كلمة من سائغ نحو قوله تعالى «وما منا إلا له مقام معلوم» وتذكير الضمير على الوجهين الأولين لأنه للمضاف المحذوف أعنى العصير أو لأن المراد هو الجنس والسكر مصدر سمي به الخمر وقيل هو النبيذ وقيل هو الطعم «ورزقا حسنا» كالتمر والدبس والزبيب والخل والآية إن كانت سابقة النزول على تحريم الخمر فدالة على كراهتها وإلا فجامعة بين العتاب والمنة «إن في ذلك لآية» باهرة «لقوم يعقلون» يستعملون عقولهم في الآيات بالنظر والتأمل «وأوحى ربك إلى النحل» أي ألهمها وقذف في قلوبها وعلمها بوجه لا يعلمه إلا العليم الخبير وقرئ بفتحتين «أن اتخذي» أي بأن اتخذي على أن أن مصدرية ويجوز أن تكون مفسرة لما في الإيحاء من معنى القول وتأنيث الضمير مع أن النحل مذكر للحمل على المعنى أو لأنه جمع نحلة والتأنيث لغة أهل الحجاز «من الجبال بيوتا» أي أوكارا مع ما فيها من الخلايا وقرئ بيوتا بكسر الباء «ومن الشجر ومما يعرشون» أي يعرشه الناس أي يرفعه من كرم أو سقف وقيل المراد به ما يرفعه الناس ويبنونه للنحل والمعنى اتخذي لنفسك بيوتا من الجبال والشجر إذا لم يكن لك أرباب وإلا فاتخذي ما يعرشونه لك وإيراد حرف التبعيض لما أنها لا تبني في كل جبل وكل شجر وكل عرش ولا في كل مكان منها «ثم كلي من كل الثمرات» من كل ثمرة تشتهينها حلوها ومرها «فاسلكي» ما أكلت منها «سبل ربك» أي مسالكه التي برأها بحيث يحيل فيها بقدرته القاهرة النور المر عسلا من أجوافك أو فاسلكي الطرق التي ألهمك في عمل العسل أو فاسلكي راجعة إلى بيوتك سبل ربك لا تتوعر عليك ولا
(١٢٥)
مفاتيح البحث: الطعام (1)، الزبيب (1)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 120 121 122 123 124 125 126 127 128 129 130 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 سورة الرعد 2
2 قوله تعالى: وإن تعجب فعجب قولهم أئذا كنا ترابا أ إنا لفي خلق جديد. 6
3 قوله تعالى: أفمن يعلم أنما أنزل إليك من ربك الحق كمن هو أعمى إنما يتذكر أولو الألباب. 16
4 قوله تعالى: مثل الجنة التي وعد المتقون تجري من تحتها الأنهار أكلها دائم و ظلها تلك عقبى الذين اتقوا. 25
5 سورة إبراهيم 30
6 قوله تعالى: قالت رسلهم أفي الله شك فاطر السماوات والأرض. 36
7 قوله تعالى: ألهم تر إلى الذين بدلوا نعمة الله كفرا وأحلوا قومهم دار البوار. 45
8 الجزء الرابع عشر (سورة الحجر) قوله تعالى: الر تلك آيات الكتاب وقرآن مبين. 63
9 قوله تعالى: نبئ عبادي أني أنا الغفور الرحيم و أن عذابي هو العذاب الأليم. 80
10 (سورة النحل) قوله تعالى: أتى أمر الله فلا تستعجلوه. 94
11 قوله تعالى: وقيل للذين اتقوا ماذا أنزل ربكم قالوا خيرا للذين أحسنوا في هذه الدنيا حسنة. 110
12 قوله تعالى: وقال الله لا تتخذوا إلهين اثنين إنما هو إله واحد فارهبون. 119
13 قوله تعالى: ضرب الله مثلا عبدا مملوكا لا يقدر على شئ ومن رزقناه منا رزقا حسنا. 129
14 قوله تعالى: إن الله يأمر بالعدل والإحسان وإيتاء ذي القربى. 136
15 قوله تعالى: يوم تأتي كل نفس تجادل عن نفسها و توفى كل نفس ما عملت وهم لا يظلمون. 144
16 الجزء الخامس عشر (سورة الإسراء) قوله تعالى: سبحان الذي أسرى بعبده ليلا من المسجد الحرام إلى الأقصى الذي باركنا حوله لنريه من آياتنا إنه هو السميع البصير. 154
17 قوله تعالى: وقضى ربك ألا تعبدوا إلا إياه وبالوالدين إحسانا. 166
18 قوله تعالى: وقل كونوا حجارة أو حديدا أو خلقا مما يكبر في صدوركم. 177
19 قوله تعالى: ولقد كرمنا بني آدم و حملناهم في البر والبحر و رزقناهم من الطيبات. 186
20 قوله تعالى: أولم يروا أن الله خلق السماوات والأرض قادر على أن يخلق مثلهم. 197
21 (سورة الكهف) 202
22 قوله تعالى: وترى الشمس إذا طلعت تزاور عن كهفهم ذات اليمين. 211
23 قوله تعالى: واضرب لهم مثلا رجلين جعلنا لأحدهما جنتين من أعناب و حففناهما بنخل. 221
24 قوله تعالى: ما أشهدتهم خلق السماوات والأرض ولا خلق أنفسهم. 228
25 الجزء السادس عشر قوله تعالى: قال ألم أقل لك إنك تستطيع معي صبرا. 236
26 قوله تعالى: وتركنا بعضهم يومئذ يموج في بعض ونفخ في الصور فجمعناهم جمعا. 247
27 (سورة مريم عليها السلام) 252
28 قوله تعالى: فحملته فانتبذت به مكانا قصيا. 261
29 قوله تعالى: فخلف من بعدهم خلف أضاعوا الصلاة واتبعوا الشهوات فسوف تلقون غيا. 272