وقوله تعالى أنفقتم من نفقة أو نذرتم من نذر " الآية يقول يقال نذر الرجل كذا إذا التزم فعله وقوله تعالى الله يعلمه " قال الذي مجاهد معناه يحصيه وفي الآية وعد ووعيد أي من كان خالص النية فهو مثاب ومن أنفق رياء أو لمعنى آخر مما يكشفه المن والأذى ونحو ذلك فهو ظالم يذهب فعله باطلا ولا يجد ناصرا فيه وقوله تعالى تبدوا الصدقات فنعما هي " الآية ذهب جمهور المفسرين إلى أن هذه الآية في صدقة التطوع قال ابن عباس جعل الله صدقة السر في التطوع تفضل علانيتها يقال بسبعين ضعفا وجعل صدقة الفريضة علانيتها أفضل من سرها يقال بخمسة وعشرين ضعفا قال وكذلك جميع الفرائض والنوافل في الأشياء كلها ع ويقوي ذلك قول النبي صلى الله عليه وسلم صلاة الرجل في بيته أفضل من صلاته في المسجد إلا المكتوبة وذلك أن الفرائض لا يدخلها رياء والنوافل عرضة لذلك قال الطبري أجمع الناس على أن إظهار الواجب أفضل وقوله تعالى لأن هي " ثناء على إبداء الصدقة ثم حكم أن الإخفاء خير من ذلك الإبداء والتقرير نعم شئ إبداؤها فالإبداء هو المخصوص بالمدح وخرج أبو داود في سننه عن أبي أمامة قال قال النبي صلى الله عليه وسلم انطلق برجل إلى باب الجنة فرفع رأسه فإذا على باب الجنة مكتوب الصدقة بعشر أمثالها والقرض الواحد بثمانية عشر لأن صاحب القرض لا يأتيك إلا وهو محتاج والصدقة ربما وضعت في غني وخرجه ابن ماجة في سننه قال حدثنا عبيد الله بن عبد الكريم حدثنا هشام بن خالد حدثنا خالد بن يزيد بن أبي مالك عن أبيه عن أنس بن مالك قال قال رسول
(٥٢٧)