الصدقة إنما كان ليسلموا وليدخلوا في الدين فقال الله سبحانه ليس عليك هداهم قال ع وهذه الصدقة التي أبيحت لهم حسبما تضمنته هذه الآثار إنما هي صدقة التطوع وأما المفروضة فلا يجزئ دفعها لكافر قال ابن المنذر اجماعا فيما علمت وقول المهدوي أباحتها هذه الآية مردود قال ابن العربي وإذا كان المسلم يترك أركان الاسلام من الصلاة والصيام فلا تصرف إليه الصدقة حتى يتوب وسائر المعاصي تصرف الصدقة إلى مرتكبيها لدخولهم في اسم المسلمين انتهى من الأحكام ويعني بالصدقة المفروضة والهدى الذي ليس على نبينا محمد صلى اله عليه وسلم هو خلق الايمان في قلوبهم واما الهدى الذي هو الدعاء فهو عليه ص = وليس بمراد في هذه الآية ثم أخبر سبحانه أنه يهدي من يشاء وفي الآية رد على القدرية وطوائف المعتزلة ثم بين تعالى أن النفقة المقبولة ما كان ابتغاء وجه الله وفي الآية تأويل آخر وهو أنها شهادة من الله تعالى للصحابة أنهم إنما ينفقون ابتغاء وجه الله سبحانه فهو خير منه لهم فيه تفضيل وما تنفقوا من خير يوف إليكم أي في الآخرة وهذا هو بيان قوله وما تنفقوا من خير فلأنفسكم والخير هنا المال بقرينة الانفاق ومتى لم يقترن بما يدل على أنه المال فلا يلزم أن يكون بمعنى المال وهذا الذي قلناه تحرزا من قول عكرمة كل خير في كتاب الله فهو المال وقوله تعالى الذين أحصروا في سبيل الله " الآية التقدير الانفاق أو الصدقة للفقراء قال مجاهد وغيره المراد بهؤلاء الفقراء فقراء المهاجرين من قريش وغيرهم
(٥٢٩)