تفسير الثعالبي - الثعالبي - ج ١ - الصفحة ٣٤٩
وقوله تعالى: (وإلهكم اله واحد...) الآية: إعلام بالوحدانية.
قال عطاء: لما نزلت هذه الآية بالمدينة، قال كفار قريش بمكة: ما الدليل على هذا، وما آيته، وعلامته (1)؟ ونحوه عن ابن المسيب (2)، فنزل عند ذلك قوله تعالى: (إن في خلق السماوات والأرض...) الآية، أي: في اختراعها وإنشائها.
(والنهار): من طلوع الفجر إلى غروب الشمس، يقضى بذلك قول النبي صلى الله عليه وسلم لعدي بن حاتم: " إنما هو بياض النهار، وسواد الليل " (3)، وهذا هو مقتضى الفقه في

(1) ذكره ابن عطية في " تفسيره " (1 / 232).
(2) المصدر السابق.
(3) ورد ذلك من حديث عدي بن حاتم، وسهل بن سعد: فأما حديث عدي بن حاتم: فأخرجه البخاري (4 / 157) في الصوم: باب قول الله تعالى: (و كلوا و اشربوا حتى يتبين لكم الخيط الأبيض من الخيط الأسود....)، و في (8 / 31) في التفسير، باب: (و كلوا و اشربوا حتى يتبين لكم الخيط الأبيض من الخيط الأسود....) (4509)، و مسلم (2 / 766) في الصيام: باب بيان أن الدخول في الصوم يحصل بطلوع الفجر (33 - 1090)، و أبو داود (1 / 717) في الصيام، باب في وقت السحور (2349)، و الترمذي (5 / 195) في التفسير: باب و من سورة البقرة (2970 - 2971)، و أحمد (4 / 377)، و ابن أبي شيبة في " مصنفه " (3 / 289) برقم (9079)، و ابن جرير في " تفسيره " (2989)، و الدارمي (2 / 5، 6)، في الصوم، باب متى يمسك المستحر من الطعام و الشراب، و الطبراني في " الكبير " (17 / 79، 80) برقم (176)، و البيهقي (4 / 251) من طريق الشعبي، عن عدي بن حاتم به.
و قال الترمذي: هذا حديث حسن صحيح.
وذكره السيوطي في " الدر " (1 / 360)، فزاد في نسبته إلى سفيان بن عيينة، و سعيد بن منصور، و ابن المنذر.
و أخرجه البخاري في التفسير (4510)، و النسائي (4 / 148) في الصيام: باب قول الله تعالى: (وكلوا واشربوا حتى يتبين لكم الخيط الأبيض من الخيط الأسود)، و ابن جرير (2989)، و الطبراني (177، 178) من طريق مطرف عن الشعبي، عن عدي قال: قلت: يا رسول الله، ما الخيط الأبيض من الخيط الأسود؟ أهما الخيطان؟ قال: إنك لعريض القفا، إن أبصرت الخيطين، ثم قال: لا، بل هو سواد الليل، و بياض النهار. و صححه ابن خزيمة (3 / 209) برقم (1926)، وذكره السيوطي في " الدر "، و زاد نسبته إلى عبد بن حميد.
و أخرجه أحمد (4 / 377)، و الطبراني في " الكبير " (172، 173، 174، 175)، و ابن جرير (2988) من طريق مجالد: حدثني عامر حدثني عدي بن حاتم. قال: علمني رسول الله صلى الله عليه و آله و سلم الصلاة و الصيام.
فقال: صل كذا، وصل كذا، و صم كذا. فإذا غابت الشمس فكل و اشرب، حتى يتبين لك الخيط الأبيض من الخيط الأسود من الفجر، وصم ثلاثين يوما، إلا أن ترى الهلال قبل ذلك. فأخذت خيطين من شعر أسود و أبيض، فكنت أبصر فيهما فلا يتبين لي، فذكرت ذلك لرسول الله صلى الله عليه و آله و سلم فضحك، فقال:
يا ابن حاتم، إنما ذلك بياض النهار من سواد الليل.
و أما حديث سهل بن سعد: فأخرجه البخاري (4 / 157) في الصوم، باب قول الله تعالى: (و كلوا
(٣٤٩)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 344 345 346 347 348 349 350 351 352 353 354 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 مقدمة المحقق 5
2 المبحث الأول: نبذة عن حياة الثعالبي - اسمه وكنيته ولقبه - رحلاته وشيوخه 9
3 1 - محمد بن خلفه بن عمر التونسي 12
4 2 - ولي الدين العراقي 13
5 3 - محمد بن أحمد بن محمد بن أحمد بن محمد بن محمد بن أبي بكر مرزوق 14
6 4 - أبو القاسم بن أحمد بن محمد المعتل البلوي 17
7 5 - علي بن عثمان بن المنجلاتي 19
8 6 - احمد النقاوسي البجاني 19
9 7 - عيسى بن أحمد بن محمد بن محمد الغبريني 19
10 8 - سليمان بن الحسن البوزيدي 20
11 9 - محمد بن علي بن جعفر الشمس 21
12 10 - عمر بن محمد القلشاني 22
13 11 - علي بن موسى البجائي 22
14 12 - البساطي 23
15 13 - أبو الحسن علي بن محمد البليليتي 23
16 14 - أبو يوسف يعقوب الزغبي - شيوخه الدين لم يذكره في رحلته 23
17 1 - عبد الله بن مسعود التونسي 23
18 2 - عبد العزيز بن موسى بن معطي العبدوسي 24
19 3 - عبد الواحد الغرياني - تلاميذه 25
20 1 - محمد بن محمد بن أحمد بن الخطيب 25
21 2 - محمد بن يوسف بن عمر شعيب السوسني 26
22 3 - أبو العباس أحمد بن عبد الله الجزائري الزواوي 29
23 4 - محمد بن عبد الكريم بن محمد المغيلي 30
24 5 - علي بن محمد التالوتي الأنصاري 32
25 6 - علي بن عباد التستري البكري 33
26 7 - أحمد بن أحمد بن محمد بن عيسى البرنسي القاسي الشهير بزروق 33
27 - مصنفات الثعالبي 36
28 - ثناء العلماء عليه 38
29 - المبحث الثاني: التفسير قبل أبي زيد الثعالبي 40
30 - التفسير لغة 40
31 - التفسير اصطلاحا 41
32 - التأويل لغة 42
33 - التأويل اصطلاحا 43
34 - الفرق بين التفسير والتأويل 44
35 - حاجة الناس إلى التفسير 46
36 - فهم الصحابة للقران الكريم 50
37 - أشهر مفسري القران من الصحابة 52
38 1 - علي بن أبي طالب 52
39 2 - عبد الله بن مسعود 53
40 3 - أبي بن كعب 55
41 4 - عبد الله بن عباس 56
42 - طرق الرواية عن ابن عباس 59
43 - قيمة التفسير المأثور عن الصحابة 60
44 - مدرسة مكة: تلاميذ ابن عباس 62
45 1 - سعيد بن جبير 62
46 2 - مجاهد بن جبر 66
47 3 - عكرمة 67
48 4 - طاووس 70
49 - مدرسة المدينة: تلاميذ أبي بن كعب 74
50 1 - أبو العالية 74
51 2 - محمد بن كعب القرظي 75
52 3 - زيد بن أسلم 75
53 - مدرسة العراق: تلاميذ عبد الله بن مسعود 76
54 1 - علقمة بن قيس 76
55 2 - مسروق 77
56 3 - عامر الشعبي 77
57 4 - الحسن البصري 78
58 5 - قتادة 79
59 - قيمة التفسير المأثور عن التابعين 81
60 - سمات التفسير في تلك المرحلة 82
61 - التفسير في عصر التدوين 82
62 - اقسام التفسير 83
63 - الاتجاه الأثري في التفسير 83
64 - ابن جرير الطبري 84
65 - طريقة الطبري في التفسير 85
66 - الاتجاه اللغوي 86
67 - الاتجاه البياني 88
68 المبحث الثالث: الكلام على تفسير الثعالبي 91
69 1 - مصادر من كتب التفسير 91
70 2 - كتب غريب القران والحديث 94
71 3 - المصادر التي اعتمد عليها من كتب السنة 95
72 4 - كتب الترغيب والترهيب 95
73 5 - كتب في الاحكام الفقهية والأصولية 96
74 6 - كتب الخصائص والشمائل 96
75 8 - في الأسماء والصفات 97
76 9 - ومن كتب التاريخ 97
77 10 - كتب أخرى منثورة 97
78 - منهج الامام الثعالبي في تفسيره 98
79 1 - جمعة بين التفسير بالمأثور والرأي 99
80 2 - تعرضه لمسائل في أصول الدين 100
81 3 - مسائل أصول الفقه في تفسير 101
82 4 - تعرضه لايات الاحكام 102
83 5 - احتجاجه باللغة والمسائل النحوية 103
84 6 - ذكره لأسباب النزول 104
85 7 - ذكره للقراءات الواردة في الآية 105
86 8 - احتجاجه بالشعر 108
87 9 - موقفه من الإسرائيليات 109
88 - وصف النسخ المعتمد عليها في كتاب تفسير الثعالبي 113
89 - نماذج من صور مخطوطات الكتاب 115
90 - مقدمة المؤلف 117
91 - باب في فضل القران 123
92 - باب في فضل تفسير القران واعرابه 135
93 - فصل فيما قيل في الكلام في تفسير القران والجرأة عليه ومراتب المفسرين 138
94 - فصل: انزل القران على سبعة أحرف 145
95 - فصل في ذكر الألفاظ التي في القران مما للغات العجم بها تعلق 148
96 - باب تفسير أسماء القران وذكر السورة والآية 150
97 - باب في الاستعاذة 154
98 - باب في تفسير (بسم الله الرحمن الرحيم) 156
99 - تفسير فاتحة الكتاب 161
100 - تفسير سورة البقرة 174