تفسير الثعالبي - الثعالبي - ج ١ - الصفحة ٣٦٠
قال مالك (1) - رحمه الله -: يأكل المضطر شبعه، وفي " الموطإ " وهو لكثير من العلماء أنه يتزود، إذا خشي الضرورة فيما بين يديه / من مفازة وقفر.
قال ابن العربي في " أحكامه " (2)، وقد قال العلماء: أن من اضطر إلى أكل الميتة، والدم، ولحم الخنزير، فلم يأكل، دخل النار إلا أن يغفر الله له. انتهى. والمعنى: أنه لم يأكل حتى مات جوعا، فهو عاص، وكأنه قتل نفسه، وقد قال تعالى: (و لا تقتلوا أنفسكم...) [النساء: 29] الآية إلى قوله: (ومن يفعل ذلك عدوانا وظلما فسوف نصليه نارا) [النساء: 30] قال ابن العربي: وإذا دامت المخمصة (3)، فلا خلاف في جواز شبع المضطر، وإن كانت نادرة، ففي شبعه قولان: أحدهما لمالك: يأكل، حتى يشبع، ويتضلع، وقال غيره: يأكل بمقدار سد الرمق، وبه قال ابن حبيب (4)،

أجل معلوم " على خلاف قوله صلى الله عليه و آله وسلم: " لا تبع ما ليس عندك " الدال على حرمة بين المعدوم. للحاجة إلى هذا النوع من المعاملة. و إن شئت فارجع إلى كتب الفروع لتقف على حكمة مشروعية السلم.
الرابع: خلاف الأولى، كالفطر في نهار رمضان (للمسافر الذي لا يتأذى بالصوم) المشروع بقوله تعالى:
(فمن كان منكم مريضا أو على سفر فعدة من أيام أخر) [البقرة: ١٨٤] على خلاف قوله تعالى: (فمن شهد منكم الشهر فليصمه) [البقرة: ١٨٥] دفعا للمشقة. و كان خلاف الأولى لقوله تعالى: (و أن تصوموا خير لكم إن كنتم تعلمون] [البقرة: ١٨٤].
ينظر: " البحر المحيط " للزركشي (١ / ٣٢٥ - ٣٢٦)، " الإحكام في أصول الأحكام " للآمدي (١ / ١٢٢)، " التمهيد " للأسنوي (٧٠)، " نهاية السول " له (١ / ١٢٠)، " منهاج العقول " للبدخشي (١ / ٩٣)، " غاية الوصول " للشيخ زكريا الأنصاري (١٩)، " التحصيل من المحصول " للأرموي (١ / ١٧٩)، " المستصفى " للغزالي (1 / 98)، " حاشية البناني " (1 / 119 - 123)، " الإبهاج " لابن السبكي (1 / 81)، " الآيات البينات " لابن قاسم العبادي (1 / 185).
(1) أخرجه الطبري (2 / 91 - 92) بإسنادين عن مجاهد. و سعيد بن منصور في سننه (2 / 645) برقم (243) و ذكره ابن عطية (1 / 240).
(2) ينظر: " الأحكام " (1 / 56).
(3) المخمصة: مفعلة من الخمص، و هو ضمور البطن، و منه: رجل خامص، و خمصان البطن، و امرأة خمصآنة، و لما كان الجوع يؤدي إلى ضمور البطن عبر به عنه: أي فمن اضطر في مجاعة.
ينظر: " عمدة الحفاظ " (1 / 617).
لأن الضرورة تقدر بقدرها، فأكل الميتة محظور، و لكن إبقاء مهجة الإنسان عند المخمصة ضرورة، و ليست أقل من المحظور، فيباح المحظور لأجل الضرورة، فعليه الأكل لإبقاء روحه، فلو لم تبح الضرورات المحظورات لما تحقق الضرر، و الضرر يزال.
(4) ابن حبيب: هو أبو مروان عبد الملك بن حبيب، كان إماما في الحديث، و الفقه، و اللغة، و النحو، انتهت إليه رئاسة العلم في الأندلس، ولد في " البيرة "، و سكن " قرطبة "، و تفقه بابن الماجشون، و مطرف، و عبد الله بن عبد الحكم، و غيرهم، له مؤلفات تزيد على ألف كتاب، أشهرها:
" الواضحة "، توفي عام 238 ه‍، و قيل 239 ه‍.
(٣٦٠)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 355 356 357 358 359 360 361 362 363 364 365 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 مقدمة المحقق 5
2 المبحث الأول: نبذة عن حياة الثعالبي - اسمه وكنيته ولقبه - رحلاته وشيوخه 9
3 1 - محمد بن خلفه بن عمر التونسي 12
4 2 - ولي الدين العراقي 13
5 3 - محمد بن أحمد بن محمد بن أحمد بن محمد بن محمد بن أبي بكر مرزوق 14
6 4 - أبو القاسم بن أحمد بن محمد المعتل البلوي 17
7 5 - علي بن عثمان بن المنجلاتي 19
8 6 - احمد النقاوسي البجاني 19
9 7 - عيسى بن أحمد بن محمد بن محمد الغبريني 19
10 8 - سليمان بن الحسن البوزيدي 20
11 9 - محمد بن علي بن جعفر الشمس 21
12 10 - عمر بن محمد القلشاني 22
13 11 - علي بن موسى البجائي 22
14 12 - البساطي 23
15 13 - أبو الحسن علي بن محمد البليليتي 23
16 14 - أبو يوسف يعقوب الزغبي - شيوخه الدين لم يذكره في رحلته 23
17 1 - عبد الله بن مسعود التونسي 23
18 2 - عبد العزيز بن موسى بن معطي العبدوسي 24
19 3 - عبد الواحد الغرياني - تلاميذه 25
20 1 - محمد بن محمد بن أحمد بن الخطيب 25
21 2 - محمد بن يوسف بن عمر شعيب السوسني 26
22 3 - أبو العباس أحمد بن عبد الله الجزائري الزواوي 29
23 4 - محمد بن عبد الكريم بن محمد المغيلي 30
24 5 - علي بن محمد التالوتي الأنصاري 32
25 6 - علي بن عباد التستري البكري 33
26 7 - أحمد بن أحمد بن محمد بن عيسى البرنسي القاسي الشهير بزروق 33
27 - مصنفات الثعالبي 36
28 - ثناء العلماء عليه 38
29 - المبحث الثاني: التفسير قبل أبي زيد الثعالبي 40
30 - التفسير لغة 40
31 - التفسير اصطلاحا 41
32 - التأويل لغة 42
33 - التأويل اصطلاحا 43
34 - الفرق بين التفسير والتأويل 44
35 - حاجة الناس إلى التفسير 46
36 - فهم الصحابة للقران الكريم 50
37 - أشهر مفسري القران من الصحابة 52
38 1 - علي بن أبي طالب 52
39 2 - عبد الله بن مسعود 53
40 3 - أبي بن كعب 55
41 4 - عبد الله بن عباس 56
42 - طرق الرواية عن ابن عباس 59
43 - قيمة التفسير المأثور عن الصحابة 60
44 - مدرسة مكة: تلاميذ ابن عباس 62
45 1 - سعيد بن جبير 62
46 2 - مجاهد بن جبر 66
47 3 - عكرمة 67
48 4 - طاووس 70
49 - مدرسة المدينة: تلاميذ أبي بن كعب 74
50 1 - أبو العالية 74
51 2 - محمد بن كعب القرظي 75
52 3 - زيد بن أسلم 75
53 - مدرسة العراق: تلاميذ عبد الله بن مسعود 76
54 1 - علقمة بن قيس 76
55 2 - مسروق 77
56 3 - عامر الشعبي 77
57 4 - الحسن البصري 78
58 5 - قتادة 79
59 - قيمة التفسير المأثور عن التابعين 81
60 - سمات التفسير في تلك المرحلة 82
61 - التفسير في عصر التدوين 82
62 - اقسام التفسير 83
63 - الاتجاه الأثري في التفسير 83
64 - ابن جرير الطبري 84
65 - طريقة الطبري في التفسير 85
66 - الاتجاه اللغوي 86
67 - الاتجاه البياني 88
68 المبحث الثالث: الكلام على تفسير الثعالبي 91
69 1 - مصادر من كتب التفسير 91
70 2 - كتب غريب القران والحديث 94
71 3 - المصادر التي اعتمد عليها من كتب السنة 95
72 4 - كتب الترغيب والترهيب 95
73 5 - كتب في الاحكام الفقهية والأصولية 96
74 6 - كتب الخصائص والشمائل 96
75 8 - في الأسماء والصفات 97
76 9 - ومن كتب التاريخ 97
77 10 - كتب أخرى منثورة 97
78 - منهج الامام الثعالبي في تفسيره 98
79 1 - جمعة بين التفسير بالمأثور والرأي 99
80 2 - تعرضه لمسائل في أصول الدين 100
81 3 - مسائل أصول الفقه في تفسير 101
82 4 - تعرضه لايات الاحكام 102
83 5 - احتجاجه باللغة والمسائل النحوية 103
84 6 - ذكره لأسباب النزول 104
85 7 - ذكره للقراءات الواردة في الآية 105
86 8 - احتجاجه بالشعر 108
87 9 - موقفه من الإسرائيليات 109
88 - وصف النسخ المعتمد عليها في كتاب تفسير الثعالبي 113
89 - نماذج من صور مخطوطات الكتاب 115
90 - مقدمة المؤلف 117
91 - باب في فضل القران 123
92 - باب في فضل تفسير القران واعرابه 135
93 - فصل فيما قيل في الكلام في تفسير القران والجرأة عليه ومراتب المفسرين 138
94 - فصل: انزل القران على سبعة أحرف 145
95 - فصل في ذكر الألفاظ التي في القران مما للغات العجم بها تعلق 148
96 - باب تفسير أسماء القران وذكر السورة والآية 150
97 - باب في الاستعاذة 154
98 - باب في تفسير (بسم الله الرحمن الرحيم) 156
99 - تفسير فاتحة الكتاب 161
100 - تفسير سورة البقرة 174