البارئ خاصة، و (الإيمان) المستعمل في التصديق المطلق تارة، وفى تصديق الحق تارة. وإما في لفظ مشترك بين معان مختلفة.
وقيل: التأويل كشف ما انغلق من المعنى، ولهذا قال البجلي: التفسير يتعلق بالرواية، والتأويل يتعلق بالدراية، وهما راجعان إلى التلاوة والنظم المعجز الدال على الكلام القديم القائم بذات الرب تعالى.
قال أبو نصر القشيري: ويعتبر في التفسير الاتباع والسماع، وإنما الاستنباط فيما يتعلق بالتأويل، وما لا يحتمل إلا معنى " واحدا حمل عليه. وما احتمل معنيين أو أكثر، فإن وضع لأشياء متماثلة كالسواد، حمل على الجنس عند الإطلاق، وإن وضع لمعان مختلفة، فإن ظهر أحد المعنيين حمل على الظاهر، إلا أن يقوم الدليل، وإن استويا سواء كان الاستعمال فيهما حقيقة أو مجازا، أو في أحدهما حقيقة وفى الآخر مجاز كلفظه (المس) فإن تنافى الجمع فمجمل يتوقف على البيان من غيره. وإن تنافيا، فقد قال قوم: يحمل على المعنيين. والوجه عندنا التوقف.
وقال أبو القاسم بن حبيب النيسابوري والبغوي والكواشي وغيرهم: التأويل صرف الآية إلى معنى " موافق لما قبلها وما بعدها، تحتمله الآية، غير مخالف للكتاب والسنة من طريق الاستنباط.
قالوا: وهذا غير محظور على العلماء بالتفسير، وقد رخص فيه أهل العلم، وذلك مثل قوله تعالى: (ولا تلقوا بأيديكم إلى التهلكة)، قيل: هو الرجل يحمل في الحرب على مائة رجل، وقيل: هو الذي يقنط من رحمة الله. وقيل: الذي يمسك عن النفقة. وقيل: هو الذي ينفق الخبيث من ماله. وقيل: الذي يتصدق بماله كله، ثم يتكفف الناس، ولكل منه مخرج ومعنى.