أو عقوبة. وقد قيل: إن موسى عليه السلام إنما فعل هذا على غير استخفاف ولا عقوبة كما يأخذ الانسان بلحية نفسه. وقد مضى هذا في (الأعراف) (1) مستوفى. والله عز وجل أعلم بما أراد نبيه عليه السلام. (إني خشيت أن تقول فرقت بين بيني إسرائيل) أي خشيت أن أخرج وأتركهم وقد أمرتني أن أخرج معهم فلو خرجت لاتبعني قوم ويتخلف مع العجل قوم، وربما أدى الامر إلى سفك الدماء، وخشيت إن زجرتهم أن يقع قتال فتلومني على ذلك. وهذا جواب هارون لموسى السلام عن قوله " أفعصيت أمري " وفي الأعراف " إن القوم استضعفوني وكادوا يقتلونني فلا تشمت بي الأعداء " (1) [الأعراف: 150] لأنك أمرتني أن أكون معهم. وقد تقدم. ومعنى (ولم ترقب قولي) لم تعمل بوصيتي في حفظ [- هم، لأنك أمرتني أن أكون معهم] (2)، قاله مقاتل. وقال أبو عبيدة: لم تنتظر عهدي وقدومي. فتركه موسى ثم أقبل على السامري ف (- قال فما خطبك يا سامري) أي، ما أمرك وشأنك، وما الذي حملك على ما صنعت؟ قال قتادة: كان السامري عظيما في بني إسرائيل من قبيلة يقال لها سامرة ولكن عدو الله نافق بعد ما قطع البحر مع موسى، فلما مرت بنو إسرائيل بالعمالقة وهم يعكفون على أصنام لهم " قالوا يا موسى أجعل لنا إلها كما لهم آلهة " (1) [الأعراف: 138] فاغتنمها السامري وعلم أنهم يميلون إلى عبادة العجل فاتخذ العجل. ف " - قال " السامري مجيبا لموسى: " بصرت بما لم يبصروا به " يعني: رأيت ما لم يروا، رأيت جبريل عليه السلام على فرس الحياة، فألقى في نفسي أن أقبض من أثره قبضة، فما ألقيته على شئ إلا صار له روح ولحم ودم فلما سألوك أن تجعل لهم إلها زينت لي نفسي ذلك. وقال علي رضي الله عنه: لما نزل جبريل ليصعد بموسى عليه السلام إلى السماء، أبصره السامري من بين الناس فقبض قبضة من أثر الفرس. وقيل قال السامري:
رأيت جبريل على الفرس وهي تلقي خطوها مد البصر فألقي في نفسي أن أقبض من أثرها فما ألقيته على شئ إلا صار له روح ودم. وقيل: رأى جبريل يوم نزل على رمكة (3) وديق، فتقدم خيل فرعون في ورود البحر. ويقال: إن أم السامري جعلته حين وضعته في غار خوفا