" ولدار الآخرة خير " (1) [الانعام: 32] أي ولا الدار الآخرة. وقرأ عاصم وعبد الله بن عامر " قول الحق " بالنصب على الحال، أي أقول قولا حقا. والعامل معنى الإشارة في (ذلك). الزجاج:
هو مصدر أي أقول قول الحق لان ما قبله يدل عليه. وقيل: مدح. وقيل: إغراء.
وقرأ عبد الله: " قال الحق ". وقرأ الحسن: " قول الحق " بضم القاف، وكذلك في " الانعام " (2) " قول الحق ". والقول والقال والقول بمعنى واحد، كالرهب والرهب والرهب. (الذي) من نعت عيسى. (فيه يمترون) أي يشكون، أي ذلك عيسى بن مريم الذي فيه يمترون القول الحق. وقيل: " يمترون " يختلفون. ذكر عبد الرزاق قال أخبرنا معمر عن قتادة في قوله تعالى (ذلك عيسى بن مريم قول الحق الذي فيه يمترون) قال: اجتمع بنو إسرائيل فأخرجوا منهم أربعة نفر، أخرج كل قوم عالمهم فامتروا في عيسى حين رفع، فقال أحدهم: هو الله هبط إلى الأرض فأحيا من أحيا وأمات من أمات، ثم صعد إلى السماء وهم اليعقوبية. فقالت الثلاثة: كذبت. ثم قال اثنان منهم للثالث: قل فيه، قال:
هو ابن الله وهم النسطورية، فقال الاثنان كذبت، ثم قال أحد الاثنين للآخر قل فيه، فقال: هو ثالث ثلاثة، الله إله وهو إله، وأمه إله، وهم الإسرائيلية ملوك النصارى.
قال الرابع: كذبت بل هو عبد الله ورسوله وروحه وكلمته وهم المسلمون، فكان لكل رجل منهم أتباع - على ما قال - فاقتتلوا فظهر على المسلمين، فذلك قول الله تعالى:
(ويقتلون الذين يأمرون بالقسط (3) من الناس) [آل عمران: 21]. وقال قتادة: وهم الذين قال الله تعالى فيهم:
(فاختلف الأحزاب من بينهم) اختلفوا فيه فصاروا أحزابا فهذا معنى قوله (الذي فيه تمترون) بالتاء المعجمة من فوق وهي قراءة أبي عبد الرحمن السلمي وغيره. قال ابن عباس:
فمر بمريم ابن عمها ومعها ابنها إلى مصر فكانوا فيها اثنتي عشرة سنة حتى مات الملك الذي كانوا يخافونه، ذكره الماوردي.
قلت: ووقع في تاريخ مصر فيما رأيت وجاء في الإنجيل الظاهر أن السيد المسيح لما ولد في بيت لحم كان هيرودس في ذلك الوقت ملكا وأن الله تعالى أوحى إلى يوسف النجار