تفسير الميزان - السيد الطباطبائي - ج ١١ - الصفحة ٩٤
النبوة وربما أجيب بجواز ان يكونوا حين صدور المعصية صغارا مراهقين ومن الجائز صدور أمثال هذه الأمور عن الأطفال المراهقين وهذه اوهام مدفوعة وليس قوله تعالى: " وأوحينا إلى إبراهيم وإسماعيل وإسحاق ويعقوب والأسباط " النساء: 163 الظاهر في نبوة الأسباط صريحا في اخوة يوسف.
والحق ان اخوة يوسف لم يكونوا أنبياء بل كانوا أولاد أنبياء حسدوا يوسف وأذنبوا بما ظلموا يوسف الصديق ثم تابوا إلى ربهم واصلحوا وقد استغفر لهم يعقوب ويوسف (ع) كما حكى الله عن أبيهم قوله: " سوف استغفر لكم ربى " الآية 98 من السورة بعد قولهم: " يا ابانا استغفر لنا ذنوبنا انا كنا خاطئين " وعن يوسف قوله: " يغفر الله لكم وهو ارحم الراحمين " الآية: 92 من السورة بعد اعترافهم له بقولهم: " وان كنا لخاطئين ".
ومنها قول بعضهم ان اخوة يوسف انما حسدوه بعد ما قص عليهم رؤياه وقد كان يعقوب نهاه ان يقص رؤياه على اخوته والحق ان الرؤيا انما أوجبت زيادة حسدهم وقد لحق بهم الحسد قبل ذلك كما مر بيانه.
قوله تعالى: " اقتلوا يوسف أو اطرحوه أرضا يخل لكم وجه أبيكم وتكونوا من بعده قوما صالحين " تتمة قول اخوة يوسف والآية تتضمن الفصل الثاني من مؤامرتهم في مؤتمرهم الذي عقدوه في أمر يوسف ليرسموا بذلك خطة تريح نفوسهم منه كما ذكره تعالى بقوله: " وما كنت لديهم إذ اجمعوا أمرهم وهم يمكرون " الآية 102 من السورة.
وقد ذكر الله سبحانه متن مؤامرتهم في هذه الآيات الثلاث: " قالوا ليوسف واخوه أحب إلى أبينا منا ونحن عصبة إلى قوله ان كنتم فاعلين ".
فأوردوا اولا: ذكر مصيبتهم في يوسف وأخيه إذ صرفا وجه يعقوب عنهم إلى أنفسهما وجذبا نفسه إليهما عن سائر الأولاد فصار يلتزمها ولا يعبأ بغيرهما ما فعلوا وهذه محنة حالة بهم توعدهم بخطر عظيم في مستقبل الامر فيه سقوط شخصيتهم وخيبة مسعاهم وذلتهم بعد العزة وضعفهم بعد القوة وهو انحراف من يعقوب في سيرته وطريقته.
ثم تذاكروا ثانيا في طريق التخلص من الزرية بطرح كل منهم ما هيأه من الخطة
(٩٤)
مفاتيح البحث: الصدق (1)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 89 90 91 92 93 94 95 96 97 98 99 ... » »»
الفهرست