تفسير الميزان - السيد الطباطبائي - ج ١١ - الصفحة ٩٧
ارتضوا هذا الرأي إذ لم يذكر رد منهم بالنسبة إليه وقد جرى عملهم عليه كما هو مذكور في الآيات التالية.
واختلف المفسرون في اسم هذا القائل بعد القطع بأنه كان أحد اخوته لقوله تعالى : " قال قائل منهم فقيل هو روبين ابن خالة يوسف وقيل هو يهوذا وقد كان أسنهم وأعقلهم وقيل هو لاوي ولا يهمنا البحث فيه بعد ما سكت القرآن عن تعريفه باسمه لعدم ترتب فائدة هامة عليه.
وذكر بعضهم ان تعريف الجب باللام يدل على أنه كان جبا معهودا فيما بينهم وهو حسن لو لم يكن اللام للجنس وقد اختلفوا أيضا في أن هذا الجب أين كان هو؟ على أقوال مختلفة لا يترتب على شئ منها فائدة طائلة.
قوله تعالى: " قالوا يا ابانا ما لك لا تأمنا على يوسف وانا له لناصحون " أصل لا تأمنا لا تأمننا ثم ادغم بالادغام الكبير.
والآية تدل على أن الاخوة اجمعوا على قول القائل لا تقتلوا يوسف وألقوه في غيابة الجب واجمعوا على أن يمكروا بأبيهم فيأخذوا يوسف ويفعلوا به ما عزموا عليه وقد كان أبوهم لا يأمنهم على يوسف ولا يخليه واياهم فكان من الواجب قبلا ان يزكوا أنفسهم عند أبيهم ويجلوا قلبه من كدر الشبهة والارتياب حتى يتمكنوا من اخذه والذهاب به.
ولذلك جاؤوا أباهم وخاطبوه بقولهم: " يا ابانا وفيه إثارة للعطف والرحمة وايثار للمودة ما لك لا تأمنا على يوسف وانا له لناصحون " أي والحال انا لا نريد به الا الخير ولا نبتغي الا ما يرضيه ويسره.
ثم سألوه ما يريدونه وهو ان يرسله معهم إلى مرتعهم الذي كانوا يخرجون إليه ماشيتهم وغنمهم ليرتع ويلعب هناك وهم حافظون له فقالوا أرسله معنا الخ.
قوله تعالى: " أرسله معنا غدا يرتع ويلعب وانا له لحافظون " الرتع هو توسع الحيوان في الرعى والانسان في التنزه واكل الفواكه ونحو ذلك.
وقولهم أرسله معنا غدا يرتع ويلعب اقتراح لمسؤلهم كما تقدمت الإشارة إليه
(٩٧)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 92 93 94 95 96 97 98 99 100 101 102 ... » »»
الفهرست