تفسير الميزان - السيد الطباطبائي - ج ١١ - الصفحة ٣٥٧
التي نحن فيها بزيادة الطيب تلميحا إلى انها نعمة لا تخلو من طيب على أي حال الا انها فيمن اطمأن قلبه بذكر الله أكثر طيبا لخلوصها من شوائب المنغصات.
فقوله: " طوبى لهم " في تقدير لهم حياة أو معيشة طوبى فطوبى مبتدء ولهم خبره وانما قدم المبتدء المنكر على الظرف لان الكلام واقع موقع التهنئة وفى مثله يقدم ما به التهنئة استعجالا بذكر ما يسر السامع ذكره نظير قولهم في البشارة بشرى لك.
وبالجملة في الآية تهنئة الذين آمنوا وعملوا الصالحات وهم الذين آمنوا وتطمئن قلوبهم بذكر الله اطمئنانا مستمرا بأطيب الحياة أو العيش وحسن المرجع وبذلك يظهر اتصالها بما قبلها فان طيب العيش من آثار اطمئنان القلب كما تقدم.
وقال في مجمع البيان طوبى لهم وفيه أقوال:
أحدها ان معناه فرح لهم وقرة عين عن ابن عباس.
والثاني غبطة لهم عن الضحاك.
والثالث خير لهم وكرامة عن إبراهيم النخعي.
والرابع الجنة لهم عن مجاهد.
والخامس معناه العيش المطيب لهم عن الزجاج والحال المستطابة لهم عن ابن الأنباري لأنه فعلى من الطيب وقيل أطيب الأشياء لهم وهو الجنة عن الجبائي.
والسادس هنيئا يطيب العيش لهم.
والسابع حسنى لهم عن قتادة.
والثامن نعم ما لهم عن عكرمة.
التاسع طوبى لهم دوام الخير لهم.
العاشر ان طوبى شجرة في الجنة أصلها في دار النبي صلى الله عليه وآله وسلم وفي دار كل مؤمن منها غصن عن عبيد بن عمير ووهب وأبي هريرة وشهر بن حوشب وروى عن أبي سعيد الخدري مرفوعا انتهى موضع الحاجة.
(٣٥٧)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 352 353 354 355 356 357 358 359 360 361 362 ... » »»
الفهرست