تفسير الميزان - السيد الطباطبائي - ج ١١ - الصفحة ٢٨٢
وانما أرسلوا إلى الأنبياء وفي العيون باسناده عن علي بن محمد بن الجهم قال: حضرت مجلس المأمون وعنده الرضا علي بن موسى (ع) فقال له المأمون يا بن رسول الله أليس من قولك ان الأنبياء معصومون؟ قال بلى وذكر الحديث إلى أن قال فيه قال المأمون لأبي الحسن فأخبرني عن قول الله تعالى: " حتى إذا استيأس الرسل وظنوا انهم قد كذبوا جاءهم نصرنا " قال الرضا يقول الله حتى إذا استيأس الرسل من قومهم فظن قومهم ان الرسل قد كذبوا جاء الرسل نصرنا.
أقول وهو يؤيد ما قدمناه في بيان الآية وما في بعض الروايات ان الرسل ظنوا ان الشيطان تمثل لهم في صورة الملائكة لا يعتمد عليه.
وفي تفسير العياشي عن زرارة قال: قلت لأبي عبد الله (ع) كيف لم يخف رسول الله فيما يأتيه من قبل الله ان يكون ذلك مما ينزغ به الشيطان؟ قال فقال إن الله إذا اتخذ عبدا رسولا انزل عليه السكينة والوقار وكان الذي يأتيه من الله مثل الذي يراه بعينه وفي الدر المنثور اخرج ابن جرير وابن المنذر عن إبراهيم عن أبي حمزة الجزري قال ": صنعت طعاما فدعوت ناسا من أصحابنا منهم سعيد بن جبير والضحاك بن مزاحم فسأل فتى من قريش سعيد بن جبير فقال يا أبا عبد الله كيف تقرء هذا الحرف؟ فانى إذا اتيت عليه تمنيت انى لا اقرأ هذه السورة: " حتى إذا استيأس الرسل وظنوا انهم قد كذبوا " قال نعم حتى إذا استيأس الرسل من قومهم ان يصدقوهم وظن المرسل إليهم ان الرسل قد كذبوا فقال الضحاك لو رحلت في هذه إلى اليمن لكان قليلا.
(٢٨٢)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 277 278 279 280 281 282 283 284 285 286 287 ... » »»
الفهرست