تفسير الميزان - السيد الطباطبائي - ج ١١ - الصفحة ٢٨٠
هذا أحسن ما اوردوه في الآية من المعاني والدليل عليه كون الآية بمضمونها غاية لما تتضمنه سابقتها كما قدمناه وقد اوردوا لها معاني أخرى لا يخلو شئ منها من السقم والاضراب عنها أوجه.
قوله تعالى: " لقد كان في قصصهم عبرة لاولى الألباب " إلى آخر الآية قال الراغب أصل العبر تجاوز من حال إلى حال فاما العبور فيختص بتجاوز الماء إلى أن قال والاعتبار والعبرة بالحالة التي يتوصل بها من معرفة المشاهد إلى ما ليس بمشاهد قال تعالى:
" ان في ذلك لعبرة " انتهى.
والضمير في قصصهم للأنبياء ومنهم يوسف صاحب القصة في السورة واحتمل رجوعه إلى يوسف واخوته والمعنى أقسم لقد كان في قصص الأنبياء أو يوسف واخوته عبرة لأصحاب العقول ما كان القصص المذكور في السورة حديثا يفترى ولكن تصديق الذي بين يدي القرآن وهو التوراة المذكور فيها القصة يعنى توراة موسى (ع).
وقوله وتفصيل كل شئ الخ أي بيانا وتمييزا لكل شئ مما يحتاج إليه الناس في دينهم الذي عليه بناء سعادتهم في الدنيا والآخرة وهدى إلى السعادة والفلاح ورحمة خاصة من الله سبحانه لقوم يؤمنون به فإنه رحمة من الله لهم يهتدون بهدايته إلى صراط مستقيم (بحث روائي) في تفسير القمي باسناده عن الفضيل عن أبي جعفر (ع): في قول الله تعالى: " وما يؤمن أكثرهم بالله الا وهم مشركون " قال شرك طاعة وليس شرك عبادة والمعاصي التي يرتكبون فهى شرك طاعة أطاعوا فيها الشيطان فأشركوا بالله الطاعة لغيره وليس باشراك عبادة ان يعبدوا غير الله وفى تفسير العياشي عن محمد بن الفضيل عن الرضا (ع) قال: شرك لا يبلغ به الكفر
(٢٨٠)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 275 276 277 278 279 280 281 282 283 284 285 ... » »»
الفهرست