تفسير الميزان - السيد الطباطبائي - ج ١١ - الصفحة ٢٠٣
ذلك سبع شداد يأكلن ما قدمتم لهن في السبع سنين الماضية قال الصادق (ع) انما نزل ما قربتم لهن ثم يأتي من بعد ذلك عام فيه يغاث الناس وفيه يعصرون أي يمطرون.
وقال أبو عبد الله (ع) قرء رجل على أمير المؤمنين (ع) ثم يأتي من بعد ذلك عام فيه يغاث الناس وفيه يعصرون على البناء للفاعل فقال ويحك أي شئ يعصرون يعصرون الخمر؟ قال الرجل يا أمير المؤمنين كيف أقرؤها؟ فقال انما نزلت وفيه يعصرون أي يمطرون بعد سني المجاعة والدليل على ذلك قوله: " وأنزلنا من المعصرات ماء ثجاجا ".
فرجع الرجل إلى الملك فأخبره بما قال يوسف فقال الملك ائتوني به فلما جائه الرسول قال ارجع إلى ربك يعنى إلى الملك فأساله ما بال النسوة اللاتي قطعن أيديهن؟ ان ربى بكيدهن عليم.
فجمع الملك النسوة فقال ما خطبكن إذ راودتن يوسف عن نفسه؟ قلن حاش لله ما علمنا عليه من سوء قالت امرأة العزيز الآن حصحص الحق انا راودته عن نفسه وانه لمن الصادقين ذلك ليعلم انى لم أخنه بالغيب وان الله لا يهدى كيد الخائنين أي لا اكذب عليه الان كما كذبت عليه من قبل ثم قالت وما أبرئ نفسي ان النفس لامارة بالسوء الا ما رحم ربى.
فقال الملك ائتوني به استخلصه لنفسي فلما نظر إلى يوسف قال إنك اليوم لدينا مكين امين فاسأل حاجتك قال اجعلني على خزائن الأرض انى حفيظ عليم يعنى الكناديج والانابير فجعله عليها وهو قوله: " وكذلك مكنا ليوسف في الأرض يتبوء منها حيث يشاء ".
أقول قوله وقرء الصادق (ع) سبع سنابل في رواية العياشي عن ابن أبي يعفور عنه (ع) انه قرء سبع سنبلات (1) وقوله (ع) انما نزل ما قربتم لهن أي ان التقديم بحسب التنزيل بمعنى التقريب وقوله (ع) انما نزلت وفيه يعصرون أي يمطرون أي بالبناء للمفعول ومنه يعلم أنه (ع) يأخذ قوله يغاث من الغيث دون

(1) على ما أخرجه في البرهان واما في نسخة العياشي المطبوعة " سبع سنابل " أيضا.
(٢٠٣)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 198 199 200 201 202 203 204 205 206 207 208 ... » »»
الفهرست