وقوله: " ولا نضيع اجر المحسنين " إشارة إلى أن هذا التمكين اجر اوتيه يوسف (ع) ووعد جميل للمحسنين جميعا ان الله لا يضيع اجرهم.
قوله تعالى: " ولاجر الآخرة خير للذين آمنوا وكانوا يتقون " أي لأولياء الله من عباده فهو وعد جميل أخروي لأوليائه تعالى خاصة وكان يوسف (ع) منهم.
والدليل على أنه لا يعم عامة المؤمنين الجملة الحالية وكانوا يتقون الدالة على أن هذا الايمان وهو حقيقة الايمان لا محالة كان منهم مسبوقا بتقوى مستمر حقيقي وهذا التقوى لا يتحقق من غير ايمان فهو ايمان بعد ايمان وتقوى وهو المساوق لولاية الله سبحانه قال تعالى " الا ان أولياء الله لا خوف عليهم ولا هم يحزنون الذين آمنوا وكانوا يتقون لهم البشرى في الحياة الدنيا وفى الآخرة " يونس: 64 (بحث روائي) في تفسير القمي: ثم إن الملك رأى رؤيا فقال لوزرائه انى رأيت في نومى سبع بقرات سمان يأكلهن سبع عجاف أي مهازيل ورايت سبع سنبلات خضر واخر يابسات وقال (1) أبو عبد الله (ع) سبع سنابل ثم قال " يا أيها الملا أفتوني في رؤياي ان كنتم للرؤيا تعبرون " فلم يعرفوا تأويل ذلك.
فذكر الذي كان على رأس الملك رؤياه التي رآها وذكر يوسف بعد سبع سنين وهو قوله: " وقال الذي نجا منهما وادكر بعد أمة " أي بعد حين انا أنبئكم بتأويله فأرسلون فجاء إلى يوسف فقال " أيها الصديق أفتنا في سبع بقرات سمان يأكلهن سبع عجاف وسبع سنبلات خضر واخر يابسات ".
قال يوسف تزرعون سبع سنين دأبا فما حصدتم فذروه في سنبله الا قليلا مما تأكلون أي لا تدوسوه فإنه يفسد في طول سبع سنين وإذا كان في سنبله لا يفسد ثم يأتي من بعد