الله ولا لان لهم أولياء من دون الله يستظهرون بهم على الله بل لانهم ما كانوا يستطيعون ان يسمعوا ما يأتيهم من الانذار والتبشير من ناحيته أو يذكر لهم من البعث والزجر من قبله وما كانوا يبصرون آياته حتى يؤمنوا بها كما وصفهم في قوله:
(لهم قلوب لا يفقهون بها ولهم أعين لا آذان لا يسمعون بها أولئك كالانعام بل هم اضل) الأعراف: 179، وفى قوله: (ونقلب أفئدتهم وابصارهم كما لم يؤمنوا به أول مرة) الانعام: 110، وقوله: (ختم الله على قلوبهم وعلى سمعهم وعلى أبصارهم غشاوة) البقرة: 7، وآيات أخرى كثيرة تدل على أنه تعالى سلبهم عقولهم وأعينهم وآذانهم غير أنه تعالى يحكى عنهم مثل قولهم:
(وقالوا لو كنا نسمع أو نعقل ما كنا في أصحاب السعير فاعترفوا بذنبهم)، الملك: 11، واعترفوا بأن عدم سمعهم وعقلهم كان ذنبا منهم مع أن ذلك مستند إلى سلبه تعالى منهم ذلك يدل على أنهم أنفسهم توسلوا إلى سلب هذه النعم بالذنوب كما يدل عليه ما تقدم من قوله تعالى: (وما يضل به إلا الفاسقين) البقرة: 26 غيره.
وذكروا في معنى قوله: (ما كانوا يستطيعون السمع وما كانوا يبصرون) وجوها أخرى:
منها: أن قوله: ما كانوا (الخ)، في محل النصب بنزع الخافض وهو متعلق بقوله: يضاعف (الخ)، والأصل: بما كانوا يستطيعون السمع وبما كانوا يبصرون، والمعنى يضاعف لهم العذاب بما كانوا يستطيعون السمع فلا يسمعون وبما كانوا يستطيعون الابصار فلا يبصرون.
ومنها: أنه عنى بقوله: (ما كانوا يستطيعون) الخ، نفى السمع والبصر عن آلهتهم وأوثانهم، وتقدير الكلام أولئك الكفار وآلهتهم لم يكونوا معجزين في الأرض، وقال مخبرا عن الالهة: ما كانوا يستطيعون السمع وما كانوا يبصرون.
ومنها: أن لفظة ما في (ما كانوا) ليست للنفي بل تجرى مجرى قولهم:
لأواصلنك ما لاح نجم، والمعنى انهم معذبون ما داموا احياء.
ومنها: ان نفى السمع والبصر بمعنى نفى الفائدة فإنهم لاستثقالهم استماع آيات الله والنظر فيها وكراهيتهم لذلك أجروا مجرى من لا يستطيع السمع ولا يبصر