السنة الاجتماعية الدائرة في المجتمع.
وثانيا: ان السنن الاجتماعية إما دين حق فطرى وهو الاسلام أو دين محرف عن الدين الحق وسبيل الله عوجا.
قوله تعالى: (أولئك لم يكونوا معجزين في الأرض وما كان لهم من دون الله من أولياء) إلى آخر الآية. الإشارة إلى المفترين على الله الموصوفين بما مر في الآيتين السابقتين.
والمقام يدل على أن المراد من كونهم غير معجزين في الأرض انهم لم يكونوا معجزين لله سبحانه في حياتهم الأرضية حيث خرجوا عن زي العبودية فأخذوا يفترون على الله الكذب ويصدون عن سبيله ويبغونها عوجا فكل ذلك لا لان قدرتهم المستعارة فاقت قدرة الله سبحانه ومشيتهم سبقت مشيته، ولا لانهم خرجوا من ولاية الله فدخلوا في ولاية غيره وهم الذين اتخذوهم أولياء من أصنامهم وكذا سائر الأسباب التي ركنوا إليها، وذلك قوله: (وما كان لهم من دون الله من أولياء).
وبالجملة لا قدرتهم غلبت قدرة الله سبحانه ولا شركاؤهم الذين يسمونهم أولياء لأنفسهم أولياء لهم بالحقيقة يدبرون أمرهم ويحملونهم على ما يأتون به من البغى والظلم بل الله سبحانه هو وليهم وهو المدبر لأمرهم يجازيهم على سوء نياتهم واعمالهم بما يجرهم إلى سوء العذاب ويستدرجهم من حيث لا يشعرون كما قال تعالى: (فلما زاغوا أزاغ الله قلوبهم) الصف: 5، وقال: يضل به كثيرا ويهدى به كثيرا وما يضل به إلا الفاسقين) البقرة: 26.
وقوله: (يضاعف لهم العذاب) ذلك لانهم فسقوا ثم لجوا عليه أو لانهم عصوا الله بأنفسهم وحملوا غيرهم على معصية الله فيضاعف لهم العذاب كما ضاعفوا المعصية قال تعالى: (ليحملوا اوزارهم كاملة يوم القيامة ومن أوزار الذين يضلونهم بغير علم) النحل: 25 وقال: (ونكتب ما قدموا وآثارهم) يس 12.
وقوله: (ما كانوا يستطيعون السمع وما كانوا يبصرون) في مقام التعليل ولذا جئ بالفصل يقول تعالى إنهم لم يكفروا ولم يعصوا لظهور إرادتهم على إرادة