وورد من طرق الشيعة: أن قوله فالذين هاجروا وأخرجوا الآية، نزلت في علي عليه السلام لما هاجر ومعه الفواطم - فاطمة بنت أسد وفاطمة بنت محمد صلى الله عليه وآله وسلم وفاطمة بنت الزبير - ثم لحق بهم في ضجنان أم أيمن ونفر من ضعفاء المؤمنين - فساروا وهم يذكرون الله في جميع أحوالهم حتى لحقوا بالنبي صلى الله عليه وآله وسلم وقد نزلت الآيات.
وورد من طرق أهل السنة أنها نزلت في المهاجرين وورد أيضا أن قوله لا يغرنك تقلب الآيات نزل حين تمنى بعض المؤمنين ما عليه الكفار من حسن الحال وورد أيضا أن قوله وإن من أهل الكتاب الآية نزل في النجاشي ونفر من أصحابه لما مات هو فصلى عليه رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم وهو في المدينة فطعن فيه بعض المنافقين أنه يصلى على من ليس في دينه فأنزل الله وإن من أهل الكتاب الآية.
فهذه جميعا روايات تطبق الآيات على القصص وليست بأسباب للنزول حقيقة (يا أيها الذين آمنوا اصبروا وصابروا ورابطوا واتقوا الله لعلكم تفلحون - 200) (بيان) الآية بمنزلة الفذلكة لتفصيل البيان الوارد في السورة وفيه تخلص منه بأخذ النتيجة وإعطائها.
قوله تعالى يا أيها الذين آمنوا اصبروا وصابروا الخ الأوامر مطلقة فالصبر يراد به الصبر على الشدائد والصبر في طاعة الله والصبر عن معصيته وعلى أي حال هو الصبر من الفرد بقرينة ما يقابله.
والمصابرة هي التصبر وتحمل الأذى جماعة باعتماد صبر البعض على صبر آخرين فيتقوى الحال ويشتد الوصف ويتضاعف تأثيره وهذا أمر محسوس في تأثير الفرد إذا اعتبرت شخصيته في حال الانفراد وفي حال الاجتماع والتعاون بإيصال القوى بعضها ببعض وسنبحث فيه إن شاء الله بحثا مستوفى في محله.