مغفرة من ربكم وجنة عرضها السماوات والأرض أعدت للمتقين (133) - الذين ينفقون في السراء والضراء والكاظمين الغيظ والعافين عن الناس والله يحب المحسنين (134) - والذين إذا فعلوا فاحشة أو ظلموا أنفسهم ذكروا الله فاستغفروا لذنوبهم ومن يغفر الذنوب إلا الله ولم يصروا على ما فعلوا وهم يعلمون (135) - أولئك جزاؤهم مغفرة من ربهم وجنات تجرى من تحتها الأنهار خالدين فيها ونعم أجر العاملين (136) - قد خلت من قبلكم سنن فسيروا في الأرض فانظروا كيف كان عاقبة المكذبين (137) - هذا بيان للناس وهدى وموعظة للمتقين (138)) (بيان) آيات داعية إلى الخير زاجرة عن الشر والسوء وهى مع ذلك لا تفقد الاتصال بما قبلها ولا ما بعدها من الآيات الشارحة لقصة غزوة أحد وبيان ما كان في المؤمنين يومئذ من مساوي الحالات والخصال المذمومة التي لا يرتضيها الله سبحانه وهي الموجبة لما دب فيهم من الوهن والضعف ومعصية الله ورسوله فالآيات من تتمة الآيات النازلة في غزوة أحد.
ثم هدايتهم إلى ما يأمنون به الوقوع في هذه الورطات المهلكة والعقبات المردية ودعوتهم إلى تقوى الله والثقة به والثبات على طاعة الرسول فهذه الآيات التسع خاصة فيها ترغيب وتحذير فهى ترغب المؤمنين على المسارعة إلى الخير وهى الانفاق في سبيل الله في السراء والضراء وكظم الغيظ والعفو عن الناس ويجمعها بث الاحسان والخير