طبقات الأرض والهيئة والجغرافيا فلا يبقى لهذا المستدل إلا الاستبعاد فقط هذا.
وأما القرآن فظاهره القريب من النص أن هذا النسل الحاضر المشهود من الانسان ينتهي بالارتقاء إلى ذكر وأنثى هما الأب والام لجميع الافراد أما الأب فقد سماه الله تعالى في كتابه بآدم وأما زوجته فلم يسمها في كتابه ولكن الروايات تسميها حواء كما في التوراة الموجودة قال تعالى وبدء خلق الانسان من طين ثم جعل نسله من سلالة من ماء مهين " ألم السجدة - 8 " وقال تعالى إن مثل عيسى عند الله كمثل آدم خلقه من تراب ثم قال له كن فيكون: آل عمران - 59 وقال تعالى وإذ قال ربك للملائكة إني جاعل في الأرض خليفة قالوا أتجعل فيها من يفسد فيها ويسفك الدماء ونحن نسبح بحمدك ونقدس لك قال إني أعلم ما لا تعلمون وعلم آدم الأسماء كلها الآية: البقرة - 31 وقال تعالى إذ قال ربك للملائكة إني خالق بشرا من طين فإذا سويته ونفخت فيه من روحي فقعوا له ساجدين الآيات: ص - 72 فإن الآيات كما ترى تشهد بأن سنة الله في بقاء هذا النسل أن يتسبب إليه بالنطفة لكنه أظهره حينما أظهره بخلقه من تراب وأن آدم خلق من تراب وأن الناس بنوه فظهور الآيات في انتهاء هذا النسل إلى آدم وزوجته مما لا ريب فيه وإن لم تمتنع من التأويل.
وربما قيل إن المراد بآدم في آيات الخلقة والسجدة آدم النوعي دون الشخصي كأن مطلق الانسان من حيث انتهاء خلقه إلى الأرض ومن حيث قيامه بأمر النسل والايلاد سمي بآدم وربما استظهر ذلك من قوله تعالى ولقد خلقناكم ثم صورناكم ثم قلنا للملائكة اسجدوا لآدم " الأعراف - 11 " فإنه لا يخلو عن إشعار بأن الملائكة إنما أمروا بالسجدة لمن هيأه الله لها بالخلق والتصوير وقد ذكرت الآية أنه جميع الافراد لا شخص إنساني واحد معين حيث قال ولقد خلقناكم ثم صورناكم وهكذا قوله تعالى قال يا إبليس ما منعك أن تسجد لما خلقت بيدي إلى أن قال قال أنا خير منه خلقتني من نار وخلقته من طين إلى أن قال " قال فبعزتك لأغوينهم أجمعين إلا عبادك منهم المخلصين: ص - 83 حيث أبدل ما ذكره مفردا أولا من الجمع ثانيا.
ويرده مضافا إلى كونه على خلاف ظاهر ما نقلناه من الآيات ظاهر قوله تعالى بعد سرد قصة آدم وسجدة الملائكة وإباء إبليس في سورة الأعراف يا بني آدم