وإنما أخذنا قوله ولله ما في السماوات وما في الأرض في موضع التعليل للفقرتين الأخيرتين أعني قوله أو يتوب اه لما في ذيله من اختصاص البيان بهما أعني قوله يغفر لمن يشاء ويعذب من يشاء.
وقد ذكر المفسرون وجوها أخر في اتصال قوله ليقطع طرفا وفي معنى العطف في قوله أو يتوب عليهم أو يعذبهم وكذا في ما يعلله قوله ليس لك من الامر شئ وما يعلله قوله ولله ما في السماوات والأرض أغمضنا عن التعرض لها والبحث عنها لقلة الجدوى فيها لمخالفتها ما يفيده ظاهر الآيات بسياقها الجاري فمن أراد الاطلاع عليها فليراجع مطولات التفاسير (بحث روائي) في المجمع عن الصادق عليه السلام أنه قال: كان سبب غزوة أحد أن قريشا لما رجعت من بدر إلى مكة - وقد أصابهم ما أصابهم من القتل والأسر - لأنه قتل منهم سبعون واسر سبعون - قال أبو سفيان يا معشر قريش - لا تدعوا نساءكم تبكين على قتلاكم - فإن الدمعة إذا خرجت أذهبت الحزن والعداوة لمحمد - فلما غزوا رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يوم أحد - أذنوا لنسائهم في البكاء والنوح - وخرجوا من مكة في ثلاثة آلاف فارس - وألفى راجل وأخرجوا معهم النساء - فلما بلغ رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ذلك - جمع أصحابه وحثهم على الجهاد - فقال عبد الله بن أبي بن سلول يا رسول الله - لا تخرج من المدينة حتى نقاتل في أزقتها - فيقاتل الرجل الضعيف والمرأة والعبد والأمة - على أفواه السكك وعلى السطوح - فما أرادنا قوم قط فظفروا بنا - ونحن في حصوننا ودورنا - وما خرجنا إلى عدو لنا قط إلا كان الظفر لهم علينا -.
فقام سعد بن معاذ وغيره من الأوس فقالوا - يا رسول الله ما طمع فينا أحد من العرب - ونحن مشركون نعبد الأصنام - فكيف يطمعون فينا وأنت فينا - لا حتى نخرج إليهم فنقاتلهم - فمن قتل منا كان شهيدا - ومن نجا منا كان قد جاهد في سبيل الله -.
فقبل رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم رأيه - وخرج مع نفر من أصحابه يتبوؤن موضع القتال - كما قال تعالى وإذ غدوت من أهلك الآية - وقعد عنه عبد الله بن أبي بن سلول - وجماعة