قراءته يعني قراءة علي (عليه السلام) فلما نبأها به قالت من أنباك هذا قال نبأني العليم الخبير القمي كان سبب نزولها أن رسول الله (صلى الله عليه وآله) كان في بعض بيوت نسائه وكانت مارية القبطية تكون معه تخدمه وكان ذات يوم في بيت حفصة فذهبت حفصة في حاجة لها فتناول رسول الله (صلى الله عليه وآله) مارية فعلمت حفصة بذلك فغضبت وأقبلت على رسول الله (صلى الله عليه وآله) فقالت يا رسول الله في يومي وفي داري وعلى فراشي فاستحيى رسول الله (صلى الله عليه وآله) منها فقال كفي قد حرمت مارية على نفسي ولا أطأها بعد هذا أبدا وأنا أفضي إليك سرا إن أنت أخبرت به فعليك لعنة الله والملائكة والناس أجمعين فقالت نعم ما هو فقال إن أبا بكر يلي الخلافة بعدي ثم بعده أبوك فقالت من أنباك هذا قال نبأني العليم الخبير فأخبرت حفصة به عائشة من يومها ذلك وأخبرت ذلك عائشة أبا بكر فجاء أبو بكر إلى عمر فقال له إن عائشة أخبرتني عن حفصة بشئ ولا أثق بقولها فاسأل أنت حفصة فجاء عمر إلى حفصة فقال لها ما هذا الذي أخبرت عنك عائشة فأنكرت ذلك وقالت ما قلت لها من ذلك شيئا فقال لها عمر إن هذا حق فأخبرينا حتى نتقدم فيه فقالت نعم قد قال رسول الله فاجتمعوا أربعة على أن يسموا رسول الله (صلى الله عليه وآله) فنزل جبرئيل على رسول الله (صلى الله عليه وآله) بهذه السورة قال وأظهره الله عليه يعني أظهره الله على ما أخبرت به وما هموا به من قتله عرف بعضه أي أخبرها وقال لم أخبرت بما أخبرتك وأعرض عن بعض قال لم يخبرهم بما يعلم مما هموا به من قتله وفي المجمع قيل إن النبي (صلى الله عليه وآله) خلا في بعض يوم لعائشة مع جاريته أم إبراهيم مارية القبطية فوقفت حفصة على ذلك فقال لها رسول الله (صلى الله عليه وآله) لا تعلمي عائشة ذلك وحرم مارية على نفسه فأعلمت حفصة عائشة الخبر واستكتمتها إياه فأطلع الله نبيه على ذلك وهو قوله وإذ أسر النبي إلى بعض أزوجه حديثا يعني حفصة ولما حرم مارية القبطية أخبر حفصة أنه يملك من بعده أبو بكر وعمر فعرفها بعض ما أفشت من الخبر وأعرض عن بعض أن أبا بكر وعمر يملكان بعدي قال وقريب من ذلك ما رواه العياشي عن أبي جعفر (عليه السلام) إلا أنه زاد في ذلك أن كل واحدة منهما حدثت أباها بذلك فعاتبهما في أمر مارية وما أفشتا عليه من ذلك وأعرض عن أن يعاتبهما في الامر الاخر.
(١٩٤)