تنزيل الآيات على الشواهد من الأبيات ، شرح شواهد الكشاف - محب الدين الأفندي - الصفحة ٥١٩
ألا قل لتيا قبل نبهتها اسلمى * تحية مشتاق إليها متيم ومنها: لئن كنت في جب ثمانين قامة * ورقيت أسباب السماء بسلم ليستدرجنك القول حتى تهره * وتعلم أنى عنكم غير مفحم وتشرق بالقول الذي قد أذعته * كما شرقت صدر القناة من الدم وتيا تصغير تا التي من أسماء الإشارة.
(فأقتل أقواما لئاما أذلة * يعضون من غيظ رؤوس الأباهم) في سورة آل عمران عند قوله تعالى (عضوا عليكم الأنامل من الغيظ) هو للحرث بن ظالم المري. الأباهم جمع الإبهام، ويوصف المغتاظ والنادم بعض الأنامل والبنان والإبهام، يقول: أقتل الأعداء اللئام الأذلة الذين يعضون أناملهم من الغيظ.
(على حالة لو أن في القوم حاتما * على جوده لضن بالماء حاتم) في سورة آل عمران عند قوله تعالى (يقولون بأفواههم ما ليس في قلوبهم والله أعلم بما يكتمون الذين قالوا) في إعراب الذين أوجه: أحدها أن يكون نصبا على الذم أو على الرد على الذين نافقوا، أو رفعا على هم الذين نافقوا، أو على الإبدال من واو يكتمون، ويجوز أن يكون مجرورا بدلا من الضمير في أفواههم وقلوبهم كقوله على حالة الخ، وليس لأحد أن يرفع حاتما الواقع في القافية لأن القافية مجرورة. وقد استشهد بالبيت المذكور في سورة مريم عند قوله تعالى (وقالوا اتخذ الرحمن ولدا لقد جئتم شيئا إدا) إلى قوله (أن دعوا للرحمن ولدا) على تقدير أن يكون جملة (أن دعوا للرحمن ولدا) بدلا من الضمير في منه. والبيت على ما رواه المبرد في الكامل للفرزدق، وقبله:
فلما تصافنا الإداوة أجهشت * إلى غضون العنبري الجراضم فجاء بجلمود له مثل رأسه * ليشرب ماء القوم بين الصرائم على حالة البيت، هذا العنبري اسمه عاصم وكان دليل الفرزدق فضل به الطريق. والتصافن: اقتسام الماء بالحصص، ويكون بنحو مقلة يسقى الرجل قدر ما يغمرها، وإنما يفعل عند ضيق الماء. وأراد العنبري أن يزيد على حقه لعطشه فمنعه الفرزدق وكان من الأجواد، فكأنه وجد من نفسه وغدرها بهذه الأبيات. والإداوة:
الآلة جمعها أداوى على وزن مطايا، وهى الآلة، والمراد بها هنا المقل. وفى قوله وجاء بجلمود بدل مقلة ما يدل على طلب الزيادة المفرطة على الحق، وجعله واسع البطن أكولا في قوله الجراضم تأكيدا له، والصرائم جمع صريمة:
وهى منقطع الرمل، وأراد أن الموضع كان ضيقا بإعواز الماء، وقيل هي جمع صريمة: وهى القطيع من الإبل.
والجهش والإجهاش: تضرع الإنسان إلى غيره مع تهيئه للبكاء كالصبي إلى الأم. وغضون الجلد: مكاسره كالجبين، وفى إسناده إليها تصوير لأن مخايل الإجهاش تظهر من مكاسر الجبين والعين.
(وشريت (1) بردا ليتني * من بعد برد كنت هامه) (وإن أتاه خليل يوم مسألة * يقول لا غائب مالي ولا حرم)

(1) هذا البيت ترك له بياض في الأصل للتكلم عليه فلينظر.
(٥١٩)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 514 515 516 517 518 519 520 521 522 523 524 ... » »»
الفهرست