هم الشياطين فقال " رب اجعل لي آية قال آيتك الا تكلم الناس ثلاثة أيام الا رمزا " فخرس ثلاثة أيام، وقوله (إذا قالت الملائكة يا مريم إن الله اصطفاك وطهرك واصطفاك على نساء العالمين) قال اصطفاها مرتين، اما الأولى اصطفاها اي اختارها واما الثانية فإنها حملت من غير فحل فاصطفاها بذلك على نساء العالمين وقوله (يا مريم اقنتي لربك واسجدي واركعي مع الراكعين) وإنما هو اركعي واسجدي ثم قال الله لنبيه صلى الله عليه وآله (ذلك من أنباء الغيب نوحيه إليك - يا محمد - وما كنا لديهم إذ يلقون أقلامهم أيهم يكفل مريم وما كنت لديهم إذ يختصمون) قال لما ولدت اختصم آل عمران فيها فكلهم قالوا نحن تكفلها فخرجوا وقارعوا بالسهام بينهم فخرج سهم زكريا فتكفلها زكريا.
(إذ قالت الملائكة يا مريم ان الله يبشرك بكلمة منه اسمه المسيح عيسى بن مريم وجيها في الدنيا والآخرة ومن المقربين) اي ذا وجه وجاه ونكتب مولده وخبره في سورة مريم وقوله (اني اخلق لكم من الطين كهيئة الطير) اي أقدر وهو خلق تقدير، حدثنا أحمد بن محمد الهمداني قال حدثني جعفر بن عبد الله قال حدثنا كثير بن عياش عن زياد بن المنذر عن أبي الجارود عن أبي جعفر محمد ابن علي عليهما السلام في قوله (وأنبئكم بما تأكلون وما تدخرون في بيوتكم) فان عيسى عليه السلام كان يقول لبني إسرائيل اني رسول الله إليكم واني اخلق لكم من الطين كهيئة الطير فانفخ فيه فيكون طيرا بإذن الله وأبرئ الأكمه والأبرص، الأكمه هو الأعمى قالوا ما نرى الذي تصنع الا سحرا فأرنا آية نعلم أنك صادق قال أرأيتم ان أخبرتكم " بما تأكلون وما تدخرون " يقول ما أكلتم في بيوتكم قبل ان تخرجوا وما ذخرتم الليل، تعلمون اني صادق؟ قالوا نعم فكان يقول للرجل اكلت كذا وكذا وشربت كذا وكذا ورفعت كذا وكذا فمنهم من يقبل منه فيؤمن ومنهم من ينكر فيكفر، وكان لهم في ذلك آية ان كانوا مؤمنين.