السماوات يتفطرن منه وتنشق الأرض وتخر الجبال هدا (1)، فعند ذلك اقشعر الشجر وصار له شوك حذار ان ينزل به العذاب، فما بال قوم غيروا سنة رسول الله صلى الله عليه وآله وعدلوا عن وصيته في حق علي والأئمة عليهم السلام ولا يخافون ان ينزل بهم العذاب ثم تلا هذه الآية " الذين بدلوا نعمة الله كفرا وأحلوا قومهم دار البوار " ثم قال نحن والله نعمة الله التي أنعم الله بها على عباده وبنا فاز من فاز وقوله (لم تر إلى الذي حاج إبراهيم في ربه أن آتاه الله الملك إذ قال إبراهيم ربي الذي يحيى ويميت قال انا أحيى وأميت قال إبراهيم فان الله يأتي بالشمس من المشرق فات بها من المغرب) فإنه لما القى نمرود إبراهيم (ع) في النار وجعلها الله عليه بردا وسلاما قال نمرود يا إبراهيم من ربك؟ قال ربي الذي يحيى ويميت، قال نمرود انا أحيي وأميت فقال له إبراهيم كيف تحيي وتميت؟ قال إلي برجلين ممن قد وجب عليهما القتل فأطلق عن واحد وقتل واحدا فأكون قد أحييت وأمت، فقال إبراهيم ان كنت صادقا فاحي الذي قتلته ثم قال دع هذا فان ربي يأتيني بالشمس من المشرق فأت بها من المغرب فكان كما قال الله عز وجل " فبهت الذي كفر " اي انقطع وذلك أنه علم أن الشمس أقدم منه.
واما قوله (أو كالذي مر على قرية وهي خاوية على عروشها قال إني يحيي هذه الله بعد موتها) فإنه حدثني أبي عن النضر بن سويد عن يحيي الحلبي عن هارون بن خارجة عن أبي عبد الله (ع) قال لما عملت بنو إسرائيل المعاصي وعتوا عن امر ربهم فأراد الله ان يسلط عليهم من يذلهم ويقتلهم فأوحى الله تعالى إلى إرميا يا إرميا ما بلد انتخبته من بين البلدان وغرست فيه من كرائم الشجر فاخلف فأنبت خرنوبا؟ (2) فأخبر إرميا اخيار علماء بني إسرائيل فقالوا له راجع