وجه هو فسئل الصادق عليه السلام أفوض الله إلى العباد امرا؟ فقال الله اجل وأعظم من ذلك فقيل فأجبرهم على ذلك؟ فقال الله اعدل من أن يجيرهم على فعل ثم يعذبهم عليه فقيل له فهل بين هاتين المنزلتين منزلة قال نعم فقيل ما هي فقال سر من اسرار ما بين السماء والأرض وفي حديث آخر قال سئل هل بين الجبر والقدر منزلة قال نعم قيل فما هي قال سر من اسرار الله قال هكذا خرج الينا قال وحدثني محمد بن عيسى ابن عبيد عن يونس قال قال الرضا عليه السلام يا يونس لا تقل بقول القدرية فان القدرية لم يقولوا بقول أهل الجنة ولا بقول أهل النار ولا بقول إبليس فان أهل الجنة قالوا الحمد لله الذي هدانا لهذا وما كنا لنهتدي لولا أن هدانا الله ولم يقولوا بقول أهل النار فان أهل النار قالوا ربنا غلبت علينا شقوتنا وقال إبليس رب بما أغويتني فقلت يا سيدي والله ما أقول بقولهم ولكني أقول لا يكون الا ما شاء الله وقضى وقدر فقال ليس هكذا يا يونس ولكن لا يكون الا ما شاء الله وأراد وقدر وقضى أتدري ما المشية يا يونس قلت لا قال هو الذكر الأول أتدري ما الإرادة قلت لا قال العزيمة على ما شاء الله وتدري ما التقدير قلت لا قال هو وضع الحدود من الآجال والأرزاق والبقاء والفناء وتدري ما القضاء قلت لا قال هو إقامة العين ولا يكون الا ما شاء الله عني الذكر الأول.
واما الرد على من انكر الرجعة فقوله " ويوم نحشر من كل أمة فوجا (1) " قال وحدثني أبي عن ابن أبي عمير عن حماد عن أبي عبد الله عليه السلام قال ما يقول الناس في هذه الآية ويوم نحشر من كل أمة فوجا قلت يقولون انها في القيامة قال ليس كما يقولون إن ذلك في الرجعة أيحشر الله في القيامة من كل أمة فوجا ويدع الباقين إنما آية القيامة قوله " وحشرناهم فلم نغادر منهم أحدا " وقوله " وحرام