فصل اعترض معترض لا علم له بالحديث على طريق سعيد بن أبي هلال عن عائشة بنت سعد الذي لا يوجد فيه خزيمة، بأن خزيمة سقط منه، وأن سعيد بن أبي هلال لا يروي عن عائشة بدليل أن الحافظ في التهذيب لم يذكره في الرواة عن عائشة.
وجواب الاعتراض الأول:
أن هذه دعوى كبيرة بدون دليل، فعليه بالدليل وهيهات. وأن السنة فيها الكثير من أمثال هذه الرواية بنزول ثم بعلو، فيكون سعيد بن أبي هلال كان يرويه عن خزيمة عن عائشة مرة، ومرة أخرى عن عائشة بدون واسطة، وما دام الراوي ثقة، وأدرك عائشة إدراكا واضحا بينا، وكانت مشهورة بالرواية، بحيث إنهم ذكروا في ترجمتها أن مالكا رضي الله تعالى عنه لم يرو عن امرأة غيرها، تبين لك شهرتها واتساع روايتها فرواية سعيد الثقة المكثر عنها واردة لا يردها إلا مكابر. ولهذا صحح هذا الطريق جماعة من الحفاظ منهم الذهبي، وقبله ابن حبان والحاكم في صحيحيهما.
فالسند متصل إن شاء الله تعالى على مذهب من يشترط اللقاء ومن لم يشترطه.