فتح المعين - حسن بن علي السقاف - الصفحة ١٣
والتابعين وأئمة المذاهب، وكان فيهم المخطئ والمصيب، ولم يضلل أحد منهم مخالفه إذا أخطأ (4)، بل يعتقدون أنهم جميعا على هدى، وسنة، وأن المخطئ مأجور على اجتهاده.
أما التوحيد، فالأمر فيه يختلف، لأن اليقين في مسائله، مطلوب حتما. خصوصا ما يتعلق بصفات الله تعالى. فلا يجوز أن نثبت له صفة إلا بشروط:
وأخبار الآحاد متى صح اسنادها وكانت متونها غير مستحيلة في العقل كانت موجبة للعمل بها دون العلم. اه‍.
3 - وقال الإمام الشافعي رحمه الله تعالى كما في سير أعلام النبلاء (10 / 20): وعن يونس سمع الشافعي يقول:
الأصل القرآن والسنة وقياس عليهما، والإجماع أكبر من الحديث المنفرد اه‍ رواه الحافظ أبو نعيم في الحلية عن الشافعي (9 / 105) وابن أبي حاتم في آداب الشافعي (231، 233) والحافظ البيهقي في مناقب الشافعي (2 / 30).
4 - وقال الحافظ ابن حجر العسقلاني في فتح الباري (13 / 231): - ناقلا قول الكرماني مقرا له -:
قال الكرماني ليعلم إنما هو - أي خبر الآحاد - في العمليات لا في الاعتقاديات، اه‍ وانظر حاشية المحدث علي القاري على شرح النخبة لابن حجر ص (37) تجد مثل ذلك. قلت وذكر هذا الأمر أيضا جماعات من أهل العلم كما بينت في كتابي (إلقام الحجر للمتطاول على الأشاعرة من البشر) وكتابي (الأدلة المقومة لاعوجاجات المجسمة) كالخطيب البغدادي في (الفقيه والمتفقه) (1 / 132) والشوكاني في ارشاد الفحول ص (48) وأقول أيضا: أن ابن تيمية الذي اضطرب كلامه في هذه المسألة يعترف في منهاج سنته (2 / 133) بذلك فيقول: (الثاني: إن هذا من أخبار الآحاد فكيف يثبت به أصل الدين الذي لا يصح الايمان إلا به؟). اه‍ فتأمل.

(4) وقد سلك الشيخ الألباني غير هذا السبيل فضلل مخالفيه في المسائل الفرعية ولو كانت في أبواب الطهارة وهذا بلا شك خلاف نهج السلف الصالح، فالشافعي خالف مالك، رحمهما الله تعالى ولم يضلله وكذا الإمام أحمد خالف الشافعي ولم يضلله والأمثلة في ذلك كثيرة لا تكاد تحصى، والمقرر في الأصول أن المخالف في الفروع يقال له مخطئ،.
(١٣)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 8 9 10 11 12 13 14 15 16 17 18 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 توطئة 3
2 تقديم 4
3 فتح المعين بنقد كتاب الأربعين 11
4 مقدمة 12
5 نقد باب إيجاب قبول صفة الله تعالى 16
6 نقد في باب الرد على من رأى كتمان أحاديث صفات الله تعالى 19
7 نقد باب أن الله تبارك وتقدس وتعالى شيء 23
8 نقد باب أن الله عز وجل شخص 24
9 تنبيه 25
10 نقد باب إثبات النفس لله عز وجل 26
11 نقد باب الدليل على أنه تعالى في السماء 27
12 نقد باب وضع الله عز وجل قدمه على الكرسي 29
13 نقد باب إثبات الحد لله عز وجل 31
14 نقد باب في إثبات الجهات لله عز وجل 32
15 نقد باب إثبات الصورة له عز وجل 34
16 نقد باب إثبات العينين له تعالى وتقدس 36
17 نقد باب إثبات اليدين لله عز وجل 38
18 نقد باب خلق الله الفردوس بيده 39
19 نقد باب إثبات الخط لله عز وجل 41
20 نقد باب أخذ الله صدقة المؤمن بيده 42
21 نقد باب إثبات الأصابع لله عز وجل 43
22 نقد باب إثبات الضحك لله عز وجل 46
23 نقد باب إثبات القدم لله عز وجل 48
24 نقد باب الدليل على أن القدم هو الرجل 51
25 نقد باب إثبات الهرولة لله عز وجل 53
26 نقد باب إثبات نزوله إلى السماء الدنيا 54
27 نقد باب إثبات رؤيتهم إياه عز وجل في الجنة 57
28 خاتمة فيها مسائل 58
29 بيني وبين الشيخ بكر 67