على ما يخشى من انكشاف العورة إذا رفع إحدى رجليه على الأخرى مستلقيا، والإزار ضيق، وهو جائز عند الجميع إذا لم يخش ذلك اه. وحديث جابر أخرجه الطبراني في الأوسط.
ثالثا: أن الحديث يخالف القرآن، قال الله تعالى (فلما تجلى ربه للجبل جعله دكا) ولا إشعار في الآية بخنصر ولا بنان، فكيف نثبت لله صفة لم يدل عليها القرآن، ولا الإجماع.
ويمكن تأويل الحديث بأن الخنصر وما معه، ليس صفة لله وإنما ذكر لبيان أن التجلي كان بمنزلة الخنصر والبنان من أحد الناس، تنبيها على عظمة الله سبحانه. يؤيد هذا أن عبد الله بن سلام وكعب الأحبار، قالا: ما تجلى من عظمة الله للجبل إلا مثل سم الخياط، وقال الضحاك: أظهر الله من نور الحجب مثل منخر ثور، وقال السدي: ما تجلى إلا قدر الخنصر. فتبين خطأ المؤلف في فهمه، المأخوذ من الترجمة (23)، والله أعلم. قال:
نقد باب أن الله تبارك وتقدس وتعالى شئ وروى فيه حديث أسماء بنت أبي بكر رضي الله عنهما: أنها سمعت النبي (ص) يقول على المنبر: (ما من شئ أغير من الله عز وجل).
قلت؟ هو في صحيح البخاري في باب الغيرة، وهو مروى بالمعنى، فقد رواه البخاري من حديث ابن مسعود وعائشة رضي الله عنهما بلفظ (ما من أحد أغير من الله) وبينا فيما سبق أن شرط إثبات الصفة: ألا تكون مروية بالمعنى، إذ تكون حينئذ من تصرف الرواة.
(23) المراد بالمؤلف هنا هو الهروي أبو إسماعيل الأنصاري الذي كان يرميه ابن تيمية بالحلول والاتحاد وهو كذلك، ومثله جميع المشبهة الذين يقفون على ظواهر الألفاظ دون تعمق في فهم العربية، واعمال المجاز والاستعارات البلاغية التي نزل القرآن الكريم العربي بها. فنراهم يتخيلون الله على صورة إنسان فيصفونه على مقتضى ذلك ثم يقولون بلا كيف إرضاء لأهل التنزيه فسحقا لهذه العقول.