فتح المعين - حسن بن علي السقاف - الصفحة ٤١
وهذا تشبيه صريح، ثم أن اليد جاءت في القرآن مفردة ومثناة ومجموعة.
نحو (يد الله فوق أيديهم... بل يداه مبسوطتان... أو لم يروا أنا خلقنا لهم مما عملت أيدينا أنعاما فهم لها مالكون). فلو أخذنا بهذه الآيات، أثبتنا له يدا ويدين وأيديا، وهذا باطل. فلم يبق إلا أن يكون التعبير باليد مؤولا بما يقتضيه أسلوب الكلام فتارة يؤول بالقدرة وتارة بالنعمة وتارة بالعناية، وهكذا ولا بد من التأويل، وإن زعم غلاة المثبتة أنه تجهم (48) وبالله التوفيق.
نقد باب إثبات الخط لله عز وجل وروى حديث أبي هريرة عن النبي (ص) قال: (احتج موسى وآدم عليهما بالقرب من كرسيه ومن عرشه). اه‍ ثم قال: (ولو لم يكن إلا قربها منه تبارك وتعالى).
فعنده أن الأشياء تفضل بقربها من الله بالمسافة. لاعتقاده هو وابن تيمية شيخه وعثمان الدارمي قدوتهما أن الله في مكان فوق العالم وقد صرح الدارمي بذلك في رده على بشر المريسي ص (82) فقال: بل هو على عرشه فوق جمع الخلائق في أعلى مكان وأطهر مكان. اه‍.
وقال ابن القيم في الجواب الكافي لمن سأل عن الدواء الشافي ص (193) ما نصه:
فداء التعطيل هو الداء العضال الذي لا دواء 4 له ولهذا حكى الله تعالى عن إمام المعطلة فرعون أنه أنكر على موسى عليه الصلاة والسلام ما أخبر به من أن ربه فوق السماوات (يا هامان ابن لي صرحا لعلي أبلغ الأسباب أسباب السماوات فاطلع إلى إله موسى وإني لأظنه كاذبا) اه‍.
قلت: ومراده بالمعطلة الذين إمامهم فرعون الأشاعرة، وقد كان من الحق الواجب عليه الذي يدركه كل لبيب أن يعكس فيقول: ولهذا حكى الله تعالى عن إمام المجسمة فرعون أنه ظن أن رب موسى عليه الصلاة والسلام في السماء فقال: (يا هامان ابن لي صرحا الخ) والمفسرون متفقون على أن معنى قوله (وإني لأظنه كاذبا) أي في أن له إلها غيري بدليل قوله: (ما علمت لكم من إله غيري). اه‍ أفاده التباني رحمه الله تعالى.

(48) إن زعم غلاة المثبتة ان التأويل تجهم فليرموا إمامهم الذين يدعون الانتساب إليه أحمد بن حنبل بذلك فقد ثبت عنه التأويل.
(٤١)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 36 37 38 39 40 41 42 43 44 45 46 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 توطئة 3
2 تقديم 4
3 فتح المعين بنقد كتاب الأربعين 11
4 مقدمة 12
5 نقد باب إيجاب قبول صفة الله تعالى 16
6 نقد في باب الرد على من رأى كتمان أحاديث صفات الله تعالى 19
7 نقد باب أن الله تبارك وتقدس وتعالى شيء 23
8 نقد باب أن الله عز وجل شخص 24
9 تنبيه 25
10 نقد باب إثبات النفس لله عز وجل 26
11 نقد باب الدليل على أنه تعالى في السماء 27
12 نقد باب وضع الله عز وجل قدمه على الكرسي 29
13 نقد باب إثبات الحد لله عز وجل 31
14 نقد باب في إثبات الجهات لله عز وجل 32
15 نقد باب إثبات الصورة له عز وجل 34
16 نقد باب إثبات العينين له تعالى وتقدس 36
17 نقد باب إثبات اليدين لله عز وجل 38
18 نقد باب خلق الله الفردوس بيده 39
19 نقد باب إثبات الخط لله عز وجل 41
20 نقد باب أخذ الله صدقة المؤمن بيده 42
21 نقد باب إثبات الأصابع لله عز وجل 43
22 نقد باب إثبات الضحك لله عز وجل 46
23 نقد باب إثبات القدم لله عز وجل 48
24 نقد باب الدليل على أن القدم هو الرجل 51
25 نقد باب إثبات الهرولة لله عز وجل 53
26 نقد باب إثبات نزوله إلى السماء الدنيا 54
27 نقد باب إثبات رؤيتهم إياه عز وجل في الجنة 57
28 خاتمة فيها مسائل 58
29 بيني وبين الشيخ بكر 67